المعادن الصناعية

سجلت اسعار المعادن الاولية في سوق لندن حصيلة قاتمة في العام 2014 باستثناء النيكل، بسبب ضعف النمو الاقتصادي العالمي وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني بشكل خاص.

فقد اثر ضعف نمو الاقتصاد العالمي وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني بشكل خاص على اسعار المعادن الاساسية في 2014 ويتوقع ان يستمر الوضع على هذه الحال في 2015.

ومن المتوقع ان يتقدم النمو الاقتصادي في الصين بنسبة 6,6% "فقط" في 2015 بحسب خبراء المصرف التجاري الالماني (كومرتسبنك). لكن الحكومة الصينية قد تقوم بخطوات دقيقة بغية تحفيز الاقتصاد، ما سيترجم بارتفاع مفاجىء لاسعار المعادن.

ولفت المحللون في كومرتسبنك الى "ان المصرف المركزي الصيني خفض في تشرين الثاني/نوفمبر نسب الفائدة بشكل مفاجىء ردا على تباطوء الاقتصاد ما تسبب بارتفاع في اسعار المعادن الاساسية".

والنحاس لم يسجل سنة جيدة وخسر 13% في 2014. وسجل هذا المعدن ادنى مستوياته في خلال اربع سنوات ونصف مطلع كانون الاول/ديسمبر متأثرا بتدهور اسعار النفط التي بلغت بدورها ادنى مستوياتها منذ اكثر من خمس سنوات.

لكن في العام 2014 جنب الطلب الصيني سوق النحاس من فائض كان سيكون له وقع اكبر على المعدن. ويرى المحللون في مؤسسة ناتيكسيس ان الطلب العالمي على النحاس يعود جزئيا الى تخزين الدولة الصينية 700 الف الى مليون طن من المعدن.

لكن مهمات المعالجة وتنقية معدن النحاس المرتفعة الكلفة نسبيا والمهمة للمصاهر التي تتلقاه تشجع على فتح مصاهر جديدة في الصين وايضا في اماكن اخرى من العالم بحسب خبراء ناتيكسيس.

واكد البنك التجاري الالماني "ان الانتاج الصيني من النحاس بلغ 6,4 ملايين طن خلال الاشهر العشرة الاولى من العام 2014، اي بارتفاع 11 % قياسا الى السنة السابقة".

وتعتبر المجموعة الدولية لدراسات النحاس ان السوق ستنتقل من عجز يقدر ب300 الف طن في 2014 الى فائض مقداره 390 الف طن في 2015.

لكن انقطاعات انتاجية غير متوقعة بسبب اضرابات في تشيلي والبيرو او في اندونيسيا قد تدعم الاسعار بحسب محللي كومرتسبنك الذين يتوقعون ان تبلغ اسعار النحاس 7200 دولار للطن اواخر العام 2015.

اما النيكل فقد سجل افضل اداء بين المعادن الاساسية هذه السنة، اذ زادت اسعاره بنسبة 11% في 2014 ونحو 50% في ايار/مايو، وذلك يعود خصوصا الى الحظر على صادرات معدن النيكل الخام في اندونيسيا التي تعد المصدر الاول للنيكل في 2013 واكبر مزود للصين.

واكد المحللون في يونيكريديت "برأينا فان النيكل لديه افضل الافق بين المعادن الاساسية للعام 2015 لان انتاج سبيكة النيكل الصينية في تراجع".

وبسبب الحظر الاندونيسي والكلفة الانتاجية المرتفعة يغلق بعض المنتجين الصينيين لسبيكة النيكل مصانعهم.

وتشكل سبيكة النيكل ربع العرض العالمي لمعدن النيكل بحسب كومرتسبنك.

وقد اتجهت الصين نحو الفيليبين لتزويدها بالنيكل لكن هذا المعدن هو اقل جودة والانتاج يتباطأ خلال فترة الاعاصير.

وترى المجموعة الدولية لدراسات النيكل ان السوق يتوقع ان تسجل عجزا ب20 الف طن في 2015 وذلك للمرة الاولى منذ خمس سنوات. اما الطلب على النيكل لانتاج الفولاذ غير القابل للاكسدة فيتوقع ان يبقى متينا وتتوقع ناتيكسيس ان تبلغ اسعار النيكل كمعدل وسطي 19 الف دولار للطن في 2015.

الى ذلك فان الالمنيوم قد كسب 4% في 2014 بعد ارتفاعه 17% بين كانون الثاني/يناير واب/اغسطس ليبلغ في ذلك الحين اعلى مستوياته في خلال اكثر من عام (2119,50 دولارا للطن) بسبب انخفاض العرض في السوق.

لكن نقص الالمنيوم يبقى اصطناعيا وتعززه مهل الانتظار في المستودعات كما يرى محللو كومرتسبنك.

واوضح المصرف الالماني "ان انتاج هذا المعدن زاد بنسبة 3,4% في تشرين الاول/اكتوبر قياسا الى السنة السابقة، ليصل الى 4477 مليون طن مدعوما بالانتاج الصيني بحسب المعهد الدولي للالمنيوم".

لكن المحللين في ناتيكسيس يعتبرون ان ازدهار انتاج الالمنيوم يسجل تباطوءا فيما يتوقع ان يزداد الطلب بفضل قطاع السيارات.

تبقى معرفة ما اذا كان ذلك سيكون له وقع على الاسعار لان اسعار الالمنيوم في السنوات الاخيرة ارتفعت خصوصا بسبب علاوات الانتظار في مستودعات سوق لندن المدفوعة من قبل مستهلكي المعدن. الا ان القيام باصلاح سوق المعادن في لندن بهدف تقليص مهل الانتظار في 2015 قد يغير الوضع.

واخيرا سجلت اسعار الرصاص والقصدير تراجعا بنسبة 16% و17% في 2014. والزنك كسب 5% في السنة نفسها وقد يستمر على هذا المنوال بسبب نقص العرض الذي تفاقم بسبب اغلاق مناجم بينها منجم سنشوري في استراليا.