منحت الحكومة الأنغولية خط ائتمان قيمته 180 مليون دولار أميركي لجمهورية سوتومي وبرينسيب الاتحادية -وهما جزيرتان اتحاديتان يقعا في شرق خليج غينيا بغرب إفريقيا- ويُستفاد من هذا التمويل الائتماني في تنفيذ مشروعات لتطويرالبنية التحتية في اتحاد سوتومي وبرينسيب في قطاعات المطارات والطرق والمشروعات ذات الطابع الاستراتيجي . ويقول المراقبون إن هناك انفتاحًا في سياسات الحكومة الانغولية للاستثمار في سوتومي وبرنسيب التي تمتلك اقتصادا بحريًا يقوم على الخدمات والملاحة وإعادة تموين السفن والصيد. ووفقا للبيانات الصادرة عن البنك الدولي يعد الائتمان الأنغولي المقدم لسوتومي وبرينسيب معادلات لنسبة 50 في المائة من الحجم الإجمالي للاقتصاد السوتومي بمعيار الناتج المحلي الإجمالي، لكن خبراء السياسة يشيرون إلى أن التدفقات النقدية الأنغولية على سوتومي من شأنه خلق نفوذ كبير في تلك الدولة الجزيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي في خليج غينيا. ويرى بعضهم أن أنجولا التي بدأت في استغلال مخزونات نفطها الخام بمعاونة الشركات الصينية ويبلغ معدل تصديرها اليومي من الزيت الخام 1.8 مليون برميل تسعى الى خلق نفوذ استراتيجى لها فى عالم الملاحة و خطوط نقل النفط و تجارته محليا . ففي العام الماضي أبرمت مؤسسة سونانجول الأنغولية الوطنية لانتاج النفط الخام وتصديره اتفاقا إستراتيجيًا مع جمهورية سوتومى وبرينسيب الاتحادية اشترت بموجبه نسبة مسيطرة قدرها 51 في المائة من أسهم الخطوط الجوية السوتومية / سونير/ واستغلت بذلك تلك الخطوط السوتومية في تقديم الخدمات الجوية لصناعة النفط الأنغولية، كذلك اشترت أنجولا واستثمرت في حصص كبيرة في مؤسسات اقتصادية سوتومية كمرفق البريد وشركات الاتصالات وشركة ادارة المطارات الوطنية وشركة توزيع ونقل النفط السوتومية مما اعطى شريان حياة جديدة لتلك المؤسسات الاقتصادية السوتومية التى لم تفتقد الى الجاذبية المطلوبة فى اعين المستثمرين الاجانب بل ربما لا يلتفت اليها كثر منهم على خارطة الاستثمارات العالمية ، وعلى الجانب الاخر يعتبر المسئولون فى حكومة سوتومى ان مكانة بلادهم الاستراتيجية في غرب افريقيا قد بدأت في التعزز من خلال هذا النوع من الشراكات الاستراتيجية للتجارة والاستثمارات . كما سيعزز الخط الائتماني الانغولي لسوتومي من مكانة تلك الاخيرة امام مؤسسات التقييم الاقتصادي الدولية اذ سيقلل الائتمان الانغولة من الضغوط الدولية الملقاه على عاتق حكومة سوتومى بسبب ارتفاع مستويات الدين الخارجي لها الى معدلات تصل الى 93 في المائة من ناتج سوتومي المحلي الاجمالي منها مديونيات مستحقة السداد قدرها 24 مليون دولار اميركي للحكومة الانغولية . وعلى محور الاستثمارات الخاصة .. أطلقت أنغولا يد رجال أعمالها للاستثمار في سوتومي وفي العام الماضى قامت سيدة الأعمال الأنجولية إيزابيل دوسانتوس بزيارة لسوتومي التي تتحدث اللغة البرتغالية وقالت إنها جاءت لتستكشف فرصا للاستثمار والتجارة في سوتومي وغيرها من بلدان إفريقيا الناطقة بالبرتغالية قد تصل إلى إقامة أول مشروعات للتنقيب عن النفط والغاز في مياه سوتومي الإقليمية وأراضيها وهي مشروعات تعد الأولى من نوعها في تاريخ هذا البلد ، وفي هذا الصدد يقول الخبراء الجيولوجيون انه من غير المستبعد ان تكون سوتومي تلك الدولة الصغيرة عائمة على احتياطيات هايدروكربونية ضخمة من النفط والغاز اسوة بجاراتها ليبيا والكاميرون .