انعكست توقعات النمو التي أطلقها "بنك انكلترا" على سعر الجنيه الاسترليني مقابل العملات الأخرى خاصة الدولار، حيث حققت العملة البريطانية أعلى سعر لها في مواجهة العملة الأميركية منذ أربع سنوات. وقالت رئيسة قسم المضاربة على العملات في مؤسسة "دي إل" للاستثمارات، كارلا دم بحسب ما ورد في صحيفة "الاقتصادية": "مع كل ارتفاع في الاسترليني هناك رابح وهناك خاسر، في مقدمة الرابحين القطاع السياحي ورجال الأعمال العاملين في مجال التصدير، أما الخاسرون فهم المستوردون وقطاع العقارات، إذ يتراجع المستثمرون الدوليون عن شراء وحدات سكنية في لندن لأنّ أسعارها مقيمة بالعملات الأخرى". وأكد خبراء اقتصاديون، إنّ التطور الاقتصادي الحاصل أعاق تطوير القطاع الصناعي والصادرات، اللذين أعيق أداؤهما جراء ارتفاع سعر الاسترليني. وجاء الارتفاع بالتزامن مع قيام محافظ "بنك انكلترا" مارك كارني بالإبقاء على أسعار الفائدة، مشيراً إلى أنّه لن يبدأ برفع أسعار الفائدة إلا عندما يقترب النشاط الاقتصادي من طاقته القصوى. وأوضح المحلل المالي في مؤسسة "نيت ويست" أوليفر كوبر، إنّ تراجع معدل التضخم إلى 2% في كانون الأول (ديسمبر) قد يدفع كارني إلى رفع معدلات الفائدة، ومن الأسباب الهامة في تراجع التضخم، التخفيضات التي تمت في فترة أعياد الميلاد واحتفالات العام إضافةً لانخفاض أسعار الطعام والمواد البترولية. يذكر أنّ التطور الراهن في الأداء الاقتصادي البريطاني اعتمد في الأساس على تحفيز الإنفاق الاستهلاكي في المجتمع، ودعم السوق العقارية عبر تسهيلات حكومية.