وزير خارجية اليمن

أشاد الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية اليمني، بالعلاقات الأخوية بين الشعبين القطري واليمني، مؤكداً أن اليمن تتشارك مع دولة قطر في وضوح الرؤية، والصراحة المطلقة والشفافية.

ونوه الدكتور رياض ياسين، في حديث لصحيفة "الشرق" بعددها الصادر اليوم، بالجهود الإغاثية التي تبذلها دولة قطر في كل المدن اليمنية، كما حيا الجرحى القطريين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نجدة الشعب اليمني، ووقفوا معه في محنته حتى صار الدم اليمني والقطري مختلطاً.وشدد على متانة العلاقات اليمنية - الخليجية، وقال "نحن الآن بصدد مرحلة جديدة هي (1+6)، وتعني اليمن مع دول الخليج، وهذا مشروع بدأنا بلورته في السعودية، ثم بعد ذلك سننتقل من الـ(1+6) إلى الاندماج الكامل وهى (7)"، معتبرا أن هذا الأمر يتطلب مراحل، "لكن هذا سيجعلنا نبني الأمر على أسس حقيقية، وليس مجرد عاطفة أو اندفاع كما حدث من قبل، وهذا يتطلب أيضا تكاتف جميع أشقائنا، ليس فقط في العالم العربي ولكن المجتمع الدولي أيضا".

وحول الشأن اليمني، قال "إن مواقف الحوثيين السابقة تجعلني غير متفائل بالذهاب لمشاورات جنيف رغم أننا قررنا الذهاب استجابة لقرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي"، مضيفا "من جهتنا نحن ملتزمون بقرار الرئيس هادى، وسنذهب إلى جنيف، أما من ناحية التفاؤل، فأنا لست متفائلا بسبب مواقف الحوثيين السابقة، لأنهم لا يملكون شيئا سوى التسويف والمماطلة، خاصة أن قرار الأمم المتحدة يمكن تطبيقه دون الدخول في مشاورات".

وأشاد ياسين بالجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ نحو إنجاح المشاورات القادمة برغم كل الظروف والتصريحات التي تطلقها مليشيات الحوثي وقال، "نحن منذ الأيام الأولى تعاملنا مع قرار الأمم المتحدة بكل ايجابية، وحاولنا بقدر الإمكان أن نبدأ الحوار والمشاورات، وذهبنا من قبل إلى جنيف لهذا الصدد، لكن مليشيات الحوثي لا تريد سوى الالتفاف، ولا تريد الالتزام بتنفيذ الحوار، ولا تريد حتى أن تبدي حسن النية، بل على العكس هي تزيد من معاركها وتشعل الحرب والإبادة في مدينة تعز وبقية مناطق اليمن".وأضاف، "كلما تفاءلنا بأن قليلا من العقل سيأتي إليهم، وسنصل إلى حل سلمي لما يحصل في اليمن تجدهم يخرجون بمطالب جديدة، ونقاط مختلفة من أجل الالتفاف على المسار وقرار الأمم المتحدة، وعدم التوصل للاتفاق".

وطالب وزير الخارجية اليمني الحوثيين بالاستجابة لمطالب الشعب اليمني، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم (2216)، ونبذ العنف والقوة، وتسليم أسلحتهم للدولة، والإفراج فورا عن جميع المحتجزين لديهم، معتبرا هذه الخطوات في الاتجاه الصحيح لكن عليهم أيضا الالتزام بقرار الأمم المتحدة وتطبيقه، وأن يعلنوا نبذهم لاستخدام العنف، ويعترفوا بأن الجرائم التي ارتكبوها ستتم محاسبة من ارتكبها، ثم عليهم أن يستعدوا لأن يكونوا مكونا سياسيا وليسوا مليشيات، حينها يتم التعامل معهم".واعتبر ياسين، أن هذه فرصة لهم (الحوثيون) عليهم أن يسارعوا باستغلالها، وأن يحسنوا ما أفسدوه، فهم قد استولوا على مؤسسات الدولة دون أن يكون لهم مشروع للبناء، سوى النهب والاستيلاء على ما لا يستحقون، موضحا أن إيران تشعر أنها خسرت اليمن لكنها تستخدم الحوثي للمساومة في ملفات أخرى، وهي في النهاية ستجبر بالتخلي عنهم من أجل مصالحها الشخصية.وحول ترجيحه منذ البداية للحل العسكري مع الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عن الحل السياسي، قال الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني، "لا يوجد حل أصلا في الوقت الراهن، فعندما تستخدم مليشيا القوة العسكرية وتنقض على الدولة وتستولي على المؤسسات فكيف تتعامل معها؟"، مبيناً أن الدولة بمؤسساتها لم تذهب إلى "صعدة" وتواجه الحوثيين، وإنما هم من احتلوا عدن ودماج وصنعاء وتعز، وهذا ناتج عن اعتقادهم بأنه لا توجد قوة تردعهم وأنهم منتصرون وسيفرضون على الشعب اليمني والمجتمع الدولي أمراً واقعا".وأضاف، "إن القضاء عليهم ليس هو الهدف، وإنما القضاء على ما يقومون به من أعمال عنف وإجرام، ونحن من جهتنا لو كنا نريد القضاء عليهم لما وافقنا على قرار الأمم المتحدة (2216)"، وتابع "العالم كله متفق على أنه لا يمكن لمليشيا أن تفرض نفسها بقوة السلاح حتى لا تكون نموذجا يحتذى به في المنطقة والعالم بأسره، والجميع في اليمن يريد لبلاده أن تستقر، هناك خلافات سياسية و مظلوميات لكن السلاح لن يحلها، ولن يخرج الحلول، لكن هناك أطرا وآليات لمناقشة ذلك من خلال الانتخابات أو البرلمان أو الإعلام".