ندوة "العلاقات الصينية العربية"

ناقش برنامج عمل الدورة السادسة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية لمنتدى التعاون الصيني العربي التي تقام بالدوحة على مدى يومين محورين مهمين هما طريق الحرير الحديث أسس التعاون والحوار في السنوات العشر المقبلة والتحديات المتوقعة.. ونحو أهداف وآليات جديدة للتعاون الثقافي والشبابي على طول طريق الحرير الحديث.

 وقد شهدت جلستا الحوار اللتان أقيمتا اليوم العديد من أوراق العمل التي تخدم العمل العربي الصيني المشترك وتوضح آفاق التقارب بين الحضارتين ومستقبل العلاقات خلال الفترة المقبلة.

 وأوضح السيد سلطان بن سالمين المنصوري سفير دولة قطر لدى جمهور الصين الشعبية في ورقة عمل قدمها، أن العرب شركاء أصليون في طريق الحرير القديم والحزام الأول حيث حمل العرب منتجات الصين وثقافتها وفنونها واكتشافاتها على طول الحزام القديم من قواغتشوا وتشوانتشوا وحتى من مدن الصين الداخلية عبر القناة الكبرى إلى مدن وأسواق وموانئ الخليج العربي والمحيط الهندي، كما جلبوا للصين علومهم وثقافاتهم وأديانهم وفنونهم. 

وتحدث عن المحور السياسي والأمني وارتباطه بالمحور الاقتصادي والتجاري.. مشيرا إلى أن موجات العنف والإرهاب والتطرف التي عصفت بالمنطقة أظهرت ضعف التعاون والتنسيق بين الصين والدول العربية في قضايا الإرهاب والتطرف، مؤكدا أن التحولات الجيوسياسية الضخمة التي تحدث حالياً في الشرق الأوسط ستدفع الصين آجلاً أم عاجلاً لوضع استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط تسهم في استقرار الإقليم والتشاور والعمل مع دول المنطقة.
 
وأوضح السيد سلطان بن سالمين المنصوري أن مبادرة الحزام والطريق تعنى بتسريع وتيرة الاندماج الاقتصادي وبناء الطرق والموانئ وفتح الممرات البحرية وعبور الحدود وشق الطرق وبناء خطوط الأنابيب وغيرها من المشاريع الكبرى لربط الدول والقارات وفتح المسالك والدروب. 

وبالتالي فإن استدعاء العامل الأمني مهم جدا ليكون في قلب المبادرة فلا طرق سوف تفتح ولا سفن سوف تبحر في أجواء الحروب والنزاعات والفوضى. وشدد سعادته أن على الدول العربية أن تستفيد من مواردها للاستثمار في البنية التحتية وتأهيل وتحديث الموانئ القائمة في المنطقة وتوسيعها، وتشكيل آلية بين الجامعة العربية والجهات الصينية المختصة لإجراء مشاورات ودراسات حول المشاريع الممكنة في المنطقة العربية، وجعل منطقة الخليج العربي (كجسر استراتيجي) بين الشرق والغرب وأفريقيا وكذلك تحرير السلع على طول المحور العربي الصيني وتوقيع اتفاقيات مناطق تجارة حرة بين الصين والدول العربية والإسراع في إنهاء مفاوضات إنشاء منطقة التجارة الحرة.

 وأوضح أن التحديات الأمنية هي أهم التحديات التي تواجه التقدم في المحور العربي الصيني لطريق الحرير، وكذلك العمل على حل القضايا العالقة مثل القضية الفلسطينية. من جانبه قدم الدكتور محمد حبش، المحلل السياسي السوري سردا تاريخيا لطريق الحرير بين الصين والدول العربية، وبداية الحوار بينهما، مؤكدا أن العلاقات العربية الصينية، سادها دوما الحوار، رغم الحروب الطاحنة آنذاك، والتي تسببت في توقيف طريق الحرير. 

وأوضح أن المدن الصينية كانت بمثابة مراكز للمعرفة ونشر الحضارة العربية والإسلامية والتبادل الحضاري. وخلص قائلا: إن التحولات التي عرفتها المنطقة العربية نتجت عنها صدامات، وتسببت في تدمير دول عربية، وخاصة سوريا واليمن والعراق وليبيا، وهذا يفرض مزيدا من المسؤوليات ضمن العلاقات العربية الصينية، حيث ينظر إلى الصين كدولة للحضارة والتنمية، داعيا لعقد ندوة خاصة في إطار الحديث عن "التنمية ما بعد الحروب" التي أنهكت بعض الدول.
 
ونوّه حبش إلى أن العالم يكتوي بنيران الحرب على الإرهاب الذي يعصف بدول عديدة، ويقتضي ذلك التوحد لمواجهة الإرهاب الذي يتخذ من الدين مطية لإجرامه. وهذا يحتاج جهودا وتعاونا دوليا حقيقيا، بعيدا عن المحاور السياسية، وهناك تبدو الصين راعيا دوليا للسلام العالمي. داعيا في الوقت ذاته إلى دفع مشروع طريق حرير معرفي وثقافي، يدعو للاستثمار في الحوار والعقول وليس في التجارة فقط.