كلما أُعلن المزيد من الأرقام والبيانات حول أوضاع أسواق الذهب العالمية، كلما ساد الفزع في نفوس حائزي المعدن الأصفر النفيس، فسعر الأونصة الذي بلغ أقل من 1400 دولار أمريكي فجّر موجة جديدة من عمليات البيع في الأسواق الدولية، عززها أيضا التحسن الملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي. وخلال الأيام الخمسة الماضية تراجعت أسعار الذهب بما يتراوح بين 2 - 3.5 في المائة، وتشير بيانات مجلس الذهب العالمي ومقره لندن إلى أن الطلب على المعدن النفيس انخفض بنسبة 13 في المائة في الربع الأول من العام الجاري ليصل إلى أدنى مستوى له منذ تسعة أعوام. جوردن أليسو كبير الاقتصاديين في شركة المعادن النفيسة  المشكلة ليست الانخفاض الراهن، بل الخطورة الحقيقية تكمن في أن أغلب التوقعات تشير إلى أن أسعار الذهب ستواصل الانخفاض بشكل كبير في الفترة المقبلة، هذه التوقعات في حد ذاتها تخلق حالة من الهلع في الأسواق، تدفع كبار الحائزين للتخلص مما لديهم من كميات ضخمة، وهذا يخلق ضغوطا حقيقية على السوق بما قد يؤدي للانهيار التام". وانضم المستثمر العالمي "جورج سوروس" بالفعل إلى عدد آخر من كبار الحائزين على المعدن النفيس مثل مجموعة "نورثن تراست" و"بلاك روك" في خفض حيازتهم من صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب في الربع الأول من العام الراهن، وخفض صندوق "سوروس فند مانجمنت" حيازته في "سبدر جولد تراست" الذي يعد أكبر الصناديق المدعومة بالذهب بنحو 12 في المائة. ويتوقع نيل أتشرنوك المحلل الاقتصادي في بورصة لندن أن تواصل قيمة الذهب الانخفاض، خاصة بعد التقرير الذي أصدره مجلس الذهب العالمي أمس وأشار فيه إلى تراجع الطلب العالمي إلى 963 طنا متريا خلال الربع الأول من العام الراهن، مقارنة بـ 1107.5 طن متري في ذات الفترة من العام الماضي. ويرجح نيل أن يصل السعر إلى 900 دولار للأونصة مستقبلا.