حمص - سانا
رغم الظروف المناخية وتأثر بعض المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة بالصقيع والبرودة تخطى انتاج محافظة حمص من التفاح 110 آلاف طن تركز معظمه في منطقتي المركز الغربي والقصير فيما ترافق هذا الانتاج الوفير مع صعوبات وتحديات كبيرة أمام المزارعين لتصريف محصولهم.
ويواجه المزارعون في المحافظة وفقا لرئيس الوحدة الإرشادية في بلدة رباح يوسف فرح صعوبات كثيرة أثناء تصريف منتجاتهم الزراعية في ظل غياب الأسواق الذي يسمح لبعض التجار شراء المحصول وتحديد سعره إضافة إلى ارتفاع أجور النقل وأجور اليد العاملة ونقص المبيدات ومواد المكافحة الخاصة بأشجار التفاح وصعوبة تأمينها.
ويطالب فرح بضرورة التدخل الايجابي من قبل مؤسسة الخزن والتسويق لتحديد سعر المنتج وقطع الطريق على التجار والسماسرة إضافة إلى تأمين مستلزمات الانتاج من قبل مؤسسات الدولة من مبيدات وعبوات بلاستيكية وإعادة النظر بسعر سماد اليوريا بعد أن وصل سعر ال 50 كغ الى 2500 ليرة خلال الموسم الحالي رغم انتاجها محليا.
ويشير فرح إلى وجود نحو 750 مزارعا في بلدتي رباح وأوتان ونحو 265 ألف شجرة مثمرة من التفاح من نوعي ستاركن وغولدن وأن مساحة الأراضي المزروعة بالتفاح بلغت نحو 9694 دونما مقدرا انتاج الموسم الحالي من التفاح بمعدل 100 الى 110 كغ للشجرة الواحدة.
وفي وقت يعرب فيه المزارع سمير اسبر من بلدة الكيمة عن ارتياحه للانتاج الوفير الذي شهده موسم التفاح هذا العام مقارنة بالعام الماضي يشير إلى معاناة المزارعين من صعوبات أهمها عمليات تخزين محصول التفاح بالبرادات من نوعي ستاركن وغولدن المرغوبين عالميا ومشكلة انقطاع التيار الكهربائي وعدم توافر مادة المازوت اللازمة لتشغيل المولدات وغياب الرقابة على الأدوية الزراعية وارتفاع ثمنها.
ويبين اسبر أن أسعار التفاح للتاجر تتراوح ما بين 50 إلى 100 ليرة بحسب نوعه وحجمه فيما تصل إلى المستهلك بنحو150 إلى 200 ليرة.
ويصف المزارع مروان ديب من قرية المقعبرة الموسم الحالي بالمقبول او دون الوسط نظرا لتعرض بعض القرى لموجة البرد التي أتت على البراعم والأغصان كقرية الجوانيات لكنه خال من الأمراض مشيرا الى ان المساحة المزروعة بالتفاح في قريته والقرى المجاورة لها تبلغ نحو 10 آلاف دونم.
ويدعو ديب إلى التدخل الحكومي في تصريف الانتاج من قبل شركة الخضار والفواكه مشيرا الى تعرض بعض المزارعين إلى الخسارة أو البيع بارباح متدنية جدا مقارنة بكلفة ما دفعه خلال الموسم من رش المبيدات والاسمدة والتقليم وغيرها بما لا يقل عن 200 ألف ليرة للموسم الواحد.
ويذكر المهندس يونس حمدان رئيس دائرة الانتاج النباتي في مديرية زراعة حمص ان مركز المختارية يؤمن الغراس المثمرة الجاهزة للزراعة الى المواطنين حيث يتوفر في المركز كافة أنواع الغراس المثمرة ويتم تطعيمها من الطعوم الواردة من مركز أمهات حاصور.
ويوضح أن المنطقة الغربية من حمص تشتهر بزراعة التفاح نظرا لارتفاعها عن سطح البحر بحدود 1000 متر والظروف الجوية المناسبة مشيرا إلى توفر أصناف جيدة ومقاومة وذات انتاجية عالية من التفاح والغراس الاخرى في المركز وتباع للمواطينن بأسعار رخيصة.
ويبين المهندس أمين عبود رئيس مركز أمهات التفاح في بلدة حاصور أن وظيفة المركز تأمين أطاعيم الغراس المثمرة أقلام للتطعيم ومنها التفاح إلى مركز المختارية بهدف انتاج الغراس المثمرة حيث تبلغ مساحة المركز نحو 60 دونما تحتوي على العديد من الأشجار المثمرة بمختلف اصنافها.
وتصل تقديرات انتاج التفاح للموسم الزراعي الحالي بحمص حسب رئيس قسم الاحصاء في مديرية زراعة حمص المهندس إحسان الطحش إلى 110 آلاف طن منها نحو 63 ألف طن بعل حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالتفاح في كل مناطق المحافظة 110 آلاف دونم منها أكثر من 66 ألف دونم بعلا في حين يبلغ عدد أشجار التفاح 4 ملايين منها 802ر2 مليون شجرة بعل.
وحول آليات التسويق والصعوبات التي يعاني منها الفلاحون يوضح مدير فرع مؤسسة الخزن والتسويق بحمص ياسر بلال انه تم تحديد سعر استلام التفاح من الفلاحين على مستوى سورية بالنسبة لصنف ستاركن ممتاز بسعر95 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد ونوع أول بسعر 90 ليرة والنوع الثاني ب75 ليرة في حين وصل سعر النوع الثالث إلى نحو 55 ليرة.
ويبين أن الصنف الثاني من التفاح غولدن يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد للنوع الأول منه 85 ليرة والنوع الثاني 60 ليرة والثالث 50 ليرة لافتا إلى أن استلام المحصول سيتم وفق معايير محددة من خلال الحجوم والاصابات والنوعية موضحا أن انتاج المحافظة للموسم الحالي يتميز بوفرة كبيرة.
ويلفت إلى أن مستودعات المؤسسة جاهزة لاستقبال الموسم الحالي من التفاح وأنه بإمكان الفلاح تسليم محصوله بالصناديق المتوفرة لديه لتخفيف الأعباء والتكاليف المادية مشيرا إلى أن طاقة التخزين المتوفرة لدى المؤسسة حاليا تبلغ نحو 15 ألف طن وأنه سيتم طرح كميات للبيع بشكل مباشر في الأسواق واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتذليل الصعوبات أمام الفلاحين لتسويق محصولهم بسهولة ويسر.