تكبد الاقتصاد اليمني خسائر كبيرة خلال العام 2013 نتيجة لظروف عدة تعيشها البلاد منذ عام 2011 وفي مقدمتها الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية. وأوضحت صحيفة الجمهورية الحكومية اليمنية في تقرير نشرته أمس أن العديد من الأطراف استغلت تلك الظروف وعمدت إلى افتعال أزمات متعددة عبر اعتداءات إرهابية أدت للإضرار بالمصالح الاستراتيجية للبلاد وأهمها تفجير أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء وخطوط الاتصالات والإنترنت التي وصلت طوال العام 2013 وفق احصائيات إلى 38 تفجيرا لأنابيب تصدير النفط والغاز وأكثر من 60 عملية تخريبية لخطوط الطاقة الرئيسية ونحو 15 اعتداء على خطوط الإنترنت الرئيسة بالإضافة إلى الإضرابات العمالية التي شهدتها الموانئ اليمنية والمطارات وعودة المغتربين اليمنيين من السعودية نتيجة قرارات سلطات آل سعود بطردهم وقلاقل اخرى مختلفة انعكست سلبا على الاقتصاد العام وأدائه خلال العام الماضي. كما أدت التفجيرات المتواصلة التي استهدفت أنابيب نقل النفط والغاز خلال العام الماضي إلى تراجع كبير لعائدات النفط والغاز التي تعتمد عليها الخزينة العامة بشكل شبه كلي حيث ترفدها بما نسبته 90 بالمئة من العائدات المالية الكلية التي تقدمها كل الاستثمارات ووحدات الإنتاج الحكومي وبلغت خسائر وزارة النفط في القطاع النفطي جراء الاعتداءات والأعمال التخريبية على أنابيب النفط نحو خمسة مليارات دولار وفق إحصائيات رسمية وتسببت تلك الاعتداءات بتوقف ضخ 100 الف برميل نفط يوميا بقيمة اكثر من 310 ملايين دولار أميركي شهريا وفق بيان صادر عن شركة صافر لإنتاج واستكشاف النفط. ولم يكن الغاز الذي خسرت اليمن 222 مليون دولار من إيراداته العام الماضي جراء الاعتداءات على أنابيب نقله وتصديره في منأى عن هموم الساسة وخبراء الاقتصاد وآمال ورجال الإعلام. ومن جهته قال مدير عام النقل ومحطات التحويل بوزارة الكهرباء اليمنية المهندس عبد الواسع القدسي إن "الاعتداءات سرت أيضا على خطوط الكهرباء بإطلاق الأعيرة النارية على خطوط النقل أو على الأبراج لكن العام الماضي كان الاعتداء مختلفا حيث تم تفجير قواعد الابراج ما أدى إلى انقطاع المنظومة الكهربائية كاملة بما فيها خروج مأرب الغازية عن الخدمة". ولم يكن قطاع الاتصالات بمأمن من أيدي المخربين فقد تكبدت المؤسسة العامة للاتصالات خسائر فادحة جراء الاعتداءات التخريبية على الكابلات خلال النصف الأول من العام الماضي تجاوزت المليار ريال يمني وتسببت في خروج الشبكة عن نطاق الخدمة في بعض المحافظات إضافة إلى ما تسببته من أضرار كبيرة بالشبكة وما الحقته من خسائر مالية فادحة بالمؤسسة العامة للاتصالات هذا كله بالاضافة الى الاعتداءات على الموانئء و الاضرابات العامة في قطاعات النقل الطيران والبطالة الناجمة عن عودة اكثر من 80 الف يمني من السعودية ولم يقتصر الأمر على تلك المعاناة للاقتصاد المحلي خلال العام المنصرم بعد أن طالت الاعتداءات رجال المال والأعمال في القطاع كان أهمها اختطاف محمد منير عبد الواسع هائل المنتمي لأكبر البيوتات التجارية في اليمن الأمر الذي ساهم في إدارة المستثمرين الأجانب والعرب ظهورهم لفرص الاستثمار اليمنية.