الجزائر ـ شينخوا
دعا وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة (الخميس) إلى إعداد خطط اقتصادية ناجعة بدعم دولي في منطقة الساحل الإفريقي من أجل تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بها. وقال لعمامرة خلال الدورة الثانية للحوار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بالعاصمة الجزائر بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، "إنه يتعين على دول المنطقة توحيد قواها للمساهمة في تقوية دول الساحل وإعداد خطط اقتصادية ناجعة من شأنها أن تهيئ أفضل الظروف لاستتباب الأمن والتنمية". واعتبر أنه "يمكن القيام بذلك عن طريق توفير فرص الشغل والتشجيع على تنمية المؤسسات الصغيرة وتسهيل الحصول على الطاقة والماء وكذا المساعدة في تثبيت واستقرار السكان المحليين وتمكينهم من شروط العيش الكريم". وشدد لعمامرة على أنه " من الضروري اليوم تهيئة كل الظروف التي من شأنها أن تؤسس لمستقبل واعد لشعوب المنطقة التي عانت ولا تزال تعاني من ظروف معيشية صعبة ومحن قاسية ". وأشار إلى أن " الإرهاب والإتجار بالبشر والمخدرات وكل أنواع الأنشطة الإجرامية الأخرى نسجت لها نسيجا وأفرزت لها شبكات في منطقة الساحل"، معتبرا أن الخروج من هذا الوضع يتطلب بناء "إستراتيجية مبنية بالدرجة الأولى على مسؤولية دول المنطقة مدعومة بالمساعدة اللازمة من قبل الشركاء الدوليين". وكانت الجزائر منحت مالي في 2011 هبة مالية بقيمة 10 ملايين دولار لتنمية مناطق فقيرة تقع على حدودها الجنوبية الصحراوية التي تشهد اضطرابات أمنية. وقد منحت الجزائر هذه الهبة لتنمية مناطق (غاو- كيدال- تومبوكتو) التي تقطنها قبائل الطوارق التي تمردت مرات عدة على الحكومة المالية المركزية، وهي المناطق التي تشهد انتشار عناصر من تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) في الأعوام الأخيرة لضعف الانتشار الأمني فيها وصعوبة تضاريسها. وصرفت تلك الهبة في مشاريع الري والصحة والتدريب المهني. وأكد لعمامرة في إطار مجموعة العمل حول محاربة الإرهاب في الساحل التي تترأسها الجزائر مع كندا ضمن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب "عزم الجزائر على تعزيز نتائج أكثر إيجابية" ومواصلة دعمها الفعال "لمكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة في إفريقيا وخارجها". وقال "إننا سنستمر في دعوة جميع شركائنا إلى المزيد من المشاركة من خلال المساهمة بتجاربهم ومعارفهم وتبادل المعلومات الإستخباراتية والتزويد بالمعدات الخاصة كل مرة وكلما اقتضت الضرورة ذلك". وأكد أن "الجزائر التزمت بمتابعة جهودها وتخصيص مواردها في إطار روح التضامن لاستعادة السلم والأمن وتحقيق التنمية الاجتماعية في كل مرة وكلما لزم الأمر". كما أكد أن "الجزائر التزمت ببناء منطقة مغاربية مندمجة وموحدة وآمنة ومزدهرة"، مشددا على أن "الجزائر لن تدخر أي جهد للمساهمة في استرجاع الإستقرار والأمن في أي بلد من دول الجوار في المنطقة المغاربية التي تحتاج ذلك الدعم". وقال "إن الجزائر التي دفعت ثمنا باهظا في مواجهة الإرهاب لن تنحني أبدا أمام هذه الآفة التي تشكل تهديدا عالميا متعدد الأوجه والأبعاد يتطلب استجابة شاملة وجهودا منسقة". واعتبر أن "الإرهاب لا يعرف حدودا وليست له عقيدة ولا دين ويستهدف جميع الأمم"، مؤكدا أن "الجزائر ستواصل العمل بعزم والتزام مع جميع شركائها لمواجهة الخطر واستئصاله" .