ورأى رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، أن تكنولوجيا تبريد المناطق سوف تؤدي كذلك إلى تحسين معامل القدرة وتقليل نسب الشوائب "الهارمونكس" في شبكات التوزيع الذي سوف يؤدي بالتالي إلى خفض الفاقد في شبكات التوزيع الكهربائية. وشدد على أن استخدام نظام تبريد المناطق سوف يؤدي إلى توفير ما قيمته حوالي 10 في المائة من التكلفة الاستثمارية لأي مبنى تجاري وهذا بدوره سوف يزيد من عمليات الاستثمار في القطاع العقارى. وأوضح المهندس عيسى هلال الكواري، أن كل تلك الفوائد والأسباب جعلت "كهرماء" تبدأ تطبيق الاستراتيجيات والخطط المتوسطة وطويلة المدى لتلبية احتياجات مدن المستقبل من طاقة كهربائية ومياه وتبريد، ولذلك أنشأت إدارة لخدمات التبريد مهمتها تنظيم تبريد المناطق في الدولة وإعداد السياسات واللوائح والشروط المنظمة داخل الدولة حيث لم يعد التوسع والتحول من طرق التبريد العادية إلى تكنولوجيا تبريد المناطق ترفاً بل ضرورة. لكنه أشار إلى أنه بالرغم من الفوائد الممتازة لاستخدامات تكنولوجيا التبريد، فإن ثمة محاذير لها في الشرق الأوسط وفي دول مجلس التعاون بالذات لكثرة كمية المياه المستخدمة فيها وندرتها في المنطقة، معتبرا أن استخدام مياه بديلة كالمياه المعالجة ومياه البحر هو التحدي الحقيقي الذي يجب عبوره لكي تتحقق مزايا وفوائد تبريد المناطق. وبعد الكلمات الافتتاحية، قام المهندس عيسى بن هلال الكواري، رفقة المشاركين بزيارة أجنحة المعرض المرافق للمنتدى الذي يضم مجموعة من العروض التقديمية، وحلقات النقاش، وورش العمل إضافة إلى زيارات ميدانية وتشارك فيه مؤسسات متخصصة في تقديم حلول تبريد المناطق. وتناول اليوم الأول من المنتدى مواضيع شملت تبادل المعلومات حول آخر التصاميم، والتكنولوجيا، والتطبيقات الخاصة بقطاع تبريد المناطق والتي يتوقع أن تتم مناقشتها أكثر خلال الأيام المقبلة. وقد شارك في هذه الحوارات عدد من الخبراء المتخصصين في هذا المجال من بينهم الدكتور ميشان العتيبي، الوكيل المساعد للتخطيط والتدريب في وزارة الكهرباء والماء بدولة الكويت الذي تحدث عن الخطط المستقبلية للكويت لتطبيق التوليد المشترك وتبريد المناطق. كما قدم المهندس منتظر المهلهل المدير التنفيذي للتخطيط الاستراتيجي في شركة المياه الوطنية السعودية عرضا حول "دور معالجة مياه الصرف الصحي في تبريد المناطق، وتناول دور الحكومة السعودية الداعم لمبادرات الحفاظ على المياه ونجاحها في استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في تبريد مناطق بالمملكة منها على سبيل المثال المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة بالإضافة إلى مشروع مركز الملك عبدالله المالي. واختتمت الجلسة الأولى بحلقة نقاش تبادل خلالها الرؤساء التنفيذيون والخبراء في مجال تبريد المناطق الآراء حول دعم الطاقة في تبريد المناطق، ودراسة جدوى الإنتاج المدمج من توليد الطاقة الكهربائية والمياه العذبة والتوليد الثلاثي للتبريد في دول مجلس التعاون الخليجي، علاوة على الوضع الحالي لتبريد المناطق في قطر وكيف ينظر إليه المطورون والمستخدمون، وكيفية تطوير خطة مستدامة لهذا القطاع. وينتظر أن تناقش الجلسة الثانية لليوم الأول موضوع "أنظمة تبريد المناطق، ومدونات الممارسة والتركيز على التكنولوجيا"، على أن تشفع بحلقة نقاش لعدد من الخبراء عن "مدونة قواعد الممارسة لتبريد المناطق في دول مجلس التعاون الخليجي". كما سيتناول عرض تقديمي موضوع "التنفيذ الناجح لمشاريع تبريد المناطق: دراسة حالة عن جزيرة السعديات" يركز على هيكلة مشروع تبريد المناطق، فوائد الحلول على المدى الطويل وأسلوب تسليم المشروع والهندسة القيمية والاعتبارات الفنية والفوائد التي تعود على جميع المستفيدين (مثل المستخدمين النهائيين والمطورين الأساسيين، ومزودي تبريد المناطق، ومقاولي الهندسة والتوريد والبناء). وفي حلقة نقاشية، ضمن الجلسة الرابعة والأخيرة لهذا اليوم ينتظر أن تجري لجنة خبراء من دولة قطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية مناقشات حول أمن الطاقة الكهربائية من خلال توفير الطاقة استنادا إلى تبريد المناطق.