غزة - أ ش أ
قررت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة تشكيل لجنة وطنية لمتابعة ملف أزمة الكهرباء المتفاقمة مع الجهات المسئولة والبحث عن حلول آنية وجذرية لهذه الأزمة. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته القوى والفصائل اليوم الأربعاء بدعوة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بحضور ممثلين عن شركة توزيع الكهرباء، وسلطة الطاقة الفلسطينية، ومحطة توليد الكهرباء لمناقشة تداعيات استمرار أزمة الكهرباء في القطاع. واستعرض الحضور تفاقم مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في الأيام الأخيرة، وآثارها الوخيمة على حياة المواطنين، وتعطل البنية التحتية والمرافق الحيوية في القطاع في ظل استمرار الحصار الخانق، والانقسام. وأكدت القوى الوطنية والاسلامية ضرورة تحمل الجميع لمسئولياته في إيجاد حلول عاجلة وجذرية لهذه المشكلة، وإبعاد احتياجات المواطنين عن الخلافات السياسية التي ما زالت تعصف بالساحة الفلسطينية. واتفقت على التواصل مع حكومة رام الله من أجل حل الخلاف القائم حول الضريبة المضافة ( البلو) على الوقود الصناعي، بما يوفر الوقود اللازم لتشغيل محطة كهرباء غزة بكامل قدرتها.كما تم الاتفاق على وضع نظام عادل لزيادة تحصيل ثمن فاتورة الكهرباء من جميع المؤسسات والشركات والأفراد غير الملتزمين بالدفع مع مراعاة العائلات المستورة، اضافة الى التواصل مع حكومة رام الله لإنجاز مشروع ربط الكهرباء مع الخط 161، على أن تتحمل حكومة غزة وسلطة الطاقة دفع فاتورة الكهرباء. وحملت القوى الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الأولى عن تفاقم الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، داعية الجامعة العربية والأمم المتحدة للتحرك العاجل للضغط على الاحتلال من أجل إنهاء الحصار غير القانوني المفروض على القطاع. وقررت دعوة سلطة الطاقة لاستكمال مباحثاتها مع جمهورية مصر العربية لتزويد محطة توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي كبديل للسولار الصناعي والإسراع في تنفيذ ما اتفق عليه بشأن ربط القطاع بمشروع الربط الثماني. وطالبت القوى الوطنية والاسلامية الحكومة المقالة في غزة البحث في الحلول الإستراتيجية لمعالجة هذه الأزمة التي تؤرق المواطنين الفلسطينيين، مناشدة الدول العربية والإسلامية لتقديم يد العون للمساهمة بكل الأشكال الممكنة للتخفيف من الأزمة. يشار الى أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة توقفت عن العمل بشكل كامل منذ مطلع نوفمبر الجاري جراء عدم توفر الوقود الصناعي اللازم لتشغيلها ما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن المنازل والمنشآت الحيوية لفترات تصل إلى 12 ساعة، يقابلها 6 ساعات وصل فقط من الكهرباء، مما انعكس على كافة الخدمات الحيوية المقدمة إلى 8ر1 مليون فلسطيني في القطاع. في سياق متصل، أدى توقف المحطة المركزية لضخ مياه الصرف الصحي في مدينة غزة عن العمل بشكل كامل لنفاد كميات الوقود اللازمة لتشغيل مولداتها مساء اليوم الأربعاء إلى غرق الشوارع المحيطة بالمحطة بالمياه العادمة وهو ما يهدد منازل أكثر من 20 ألف فلسطيني بالغرق . وقال مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة سعد الدين الأطبش في تصريح صحفي أن المياه العادمة وصلت الى 4 امتار داخل المحطة الذي ينذر توقفها بكارثة خلال 10 ساعات، بحيث ستغرق منازل المواطنين القريبة، مشيرا إلى أن المحطة تغطي منطقة الشجاعية والصبرة والتفاح، أي ما معدله ثلث مدينة غزة. وأوضح أن المحطة كانت ترفع 25 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي من منازل المواطنين إلى الأحواض ومن ثم معالجتها وتصريفها نحو البحر، مؤكدا أن محطات أخرى ستلقى نفس المصير خلال الساعات القادمة في حال لم يتم تزويد البلدية بالوقود اللازم.