عاش جمهور المدينة الأثرية "كويكول" (50 كم شمال - شرق سطيف) سهرة الخميس إلى الجمعة أجواء قصر الملك شهريار في حكاية من حكايات ألف ليلة و ليلة من خلال عرض مميز للفرقة اللبنانية "كاركلا" بعنوان "كان يا مكان" وذلك في افتتاح الطبعة التاسعة لهرجان جميلة العربي. وقد حضر السهرة الافتتاحية إلى جانب ممثلين عن وزيرة الثقافة سلطات ولاية سطيف و مدير الديوان الوطني للثقافة و الإعلام و محافظة المهرجان بالإضافة إلى جمهورغفير ممثلا خاصة في العائلات و الشباب . و يعد عرض "كان يا مكان" لمخرجه إيفيان كاركلا آخر أعمال فرقة كاراكلا اللبنانية حيث تنوعت فيه الرقصات و صاحبته مؤثرات صوتية و بصرية جميلة عكست مدى احترافية و أناقة و خفة الراقصين الذين يصل عددهم إلى 70 فردا و كذا قدرتهم على إبهار و إمتاع الجمهور في صورة تمثل جسد راقص. قبل الافتتاح صرح مدير مسرح كاركلا عبد الحليم كاركلا في ندوة صحفية بأن هذا العمل المسرحي الجديد الذي يستغرق ساعتين من الزمن يعد بمثابة "رسالة ثقافية إلى كل العالم تبين أن للعرب هويتهم و تراثهم المتجذر في عمق التاريخ و حضارة من أعرق الحضارات التي عرفها التاريخ " . و روت هذه المسرحية الراقصة في فصلها الأول حكاية من حكايات ألف ليلة و ليلة و قصة الملك شهريار و أخيه شهرزمان و مشاهد تنوعت تعبر عن الحب و الخيانة و الانتقام أداها الراقصون على أنغام و إيقاعات آلات موسيقية شرقية ميزتها أزياء لها جمالها و طابعها الخاص تعكس الهوية العربية الساحرة . فيما سافر الفصل الثاني من العرض بالجمهور الذي أبدى اهتماما عكسه صمت خيم على المكان إلى أسواق الشرق الساحرة حيث باعة السجاد و الأقمشة و تسابق الأثرياء على شراء النساء و قصة ساحر يحتال على الأغنياء لمساعدة فقراء المدينة . و ما ميز هذا العمل الذي جالت به الفرقة في أكثر من بلد ألحان و إيقاعات من التراث الجزائري دامت لأكثر من 25 دقيقة ليكون ذلك " هدية للجزائر و لكل الجزائريين" كما قاله قبل افتتاح التظاهرة مدير مسرح كركلا عبد الحليم كاركلا . يذكر أن فرقة "كاركلا" اللبنانية بقيادة الموسيقار عبد الحليم كاركلا تعد واحدة من "أهم" الفرق المختصة في الموسيقى المسرحية تأسست سنة 1968 و قدمت العديد من الأعمال على غرار "فرسان القمر" و "لبنان التحدي و الصمود" و"الضيعة" و"الخيم السود" جابت بها مختلف أنحاء العالم . و فيما عرفت السهرة الافتتاحية مقاطع فولكلورية متنوعة تعكس التراث السطايفي أدتها الجمعية الثقافية "ناس سطيف" يشار إلى أن فعاليات هذا المهرجان تجري هذه السنة خارج الموقع الأثري لتكون بذلك آثار و معالم كويكول الجميلة خلفية يستمتع بها الجمهور و يسافر من خلالها في تاريخ حضارات تعاقبت على المنطقة . و من المنتظر أن تعرف ليالي الطبعة التاسعة للمهرجان مشاركة عربية و محلية واسعة من الفنانين العرب أمثال المطرب العراقي كاظم الساهر و اللبنانيين وائل جسار و معين شريف و لأول مرة الفنان السوري علي الديك. كما ستتميز هذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية 24 أوت الجاري بمشاركة أولى للفنانة التونسية صوفيا صادق و رضا العبد الله فضلا عن مطربين جزائريين من بينهم نعيمة عبابسة و الشاب خلاص و معطي الحاج و جمال لعروسي و حكيم صالحي . و ستعرف سهرة اليوم الجمعة مشاركة كل من الفنانة السورية رويدة عطية التي سبق لها و أن أعتلت ركح المدينة الأثرية كويكول و لأول مرة نورا منت سيمالي من موريتانيا و فنانين جزائريين آخرين منهم عبد الرحمان جلطي و باجي البحري و محمد نجيب توات.