حفل لافت قدمته فرقة لونا للغناء الجماعي بقيادة الفنان حسام الدين بريمو على خشبة مسرح الدراما حيث تابعت هذه الفرقة المميزة تفوقها في مجال الأداء الجماعي للإنشاد الديني منوعة فقرات أمسيتها بين الغناء البيزنطي والتراتيل السريانية والأناشيد الصوفية ذات الطابع الموسيقي السوري الذي اشتق منه الفنان بريمو معظم برنامجه الفني. وتضمن برنامج الحفل أنشودات دينية كان أبرزها مقطوعة صلاة الفقير للأب منصور لبكي إذ تفردت لونا بأداء جماعي لافت على مستوى صياغة الجمل الصوتية مع الجمل اللحنية التي قاربها قائد الفرقة بحرفية عالية منجزاً توليفة هرمونية قاربت أجواء الترتيل الكنسي بمقامات الشرق وحساسية هذه المقامات في منافسة الجملة اللحنية الغربية ليكون جمهور دار الأوبرا أمام ما يشبه فسيفساء موسيقية ازدهرت فيها أصوات الغناء والأداء الإفرادي مع الأداء الجماعي الصرف. كما قدمت الفرقة السورية في حفلها أمس الأول أنشودة اليوم يولد من البتول من التراث البيزنطي منافحة بذلك عن تراث الموسيقا الدينية ذات الطابع الصوفي والتي عمرت بها كنائس الشرق في سورية فكانت مدارسها الأولى في دمشق وحلب وحمص ومعلولا حيث راهن الفنان بريمو من خلال هذه الأنشودة على الجمل اللحنية الأولى في كتابة النوتة للحنجرة البشرية كأول آلة موسيقية قادرة على تكوين المناخات الصوفية المتقربة من الخالق والمنغمسة في تسبيحه وذكره بعيداً عن أي مزج مع موسيقا الشعوب بل بالتركيز على اصالة الجملة الموسيقية البيزنطية وتجذيرها في الوعي المعاصر للمتلقي الجديد. وفاجأت الفرقة جمهورها بأنشودة قصة المولد النبوي الشريف بالإضافة لفاصل اسق العطاش حيث برع الفنان بريمو في دمج الجمل الخاصة بالموشحات والقدود الأندلسية بموسيقا شرقية ذات قوالب طربية عالية المستوى في تقديم قوالبها اللحنية وإسباغ نوع من الجلالة على الأداء الجماعي لكورال الأداء الجماعي. وتتألف فرقة لونا للغناء الجماعي من خمس جوقات هي قوس قزح وألوان وورد وشام وسنا وأوركسترا ندى والتي تعمل معاً لإنعاش الغناء الجماعي وإظهار جماليته والمساهمة في إعادته إلى المشهد الثقافي العربي لما يختزنه من قيم جمالية واجتماعية بناءة وراقية.