شهدت مونتريال في إطار اليوم العالمي للمرأة، نشوء حركة فنية من خلال الرقص التعبيري الداعم للنساء ضد كل أشكال العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي الذي يتعرضن له على أيدي الأزواج أو الأبناء أو أرباب العمل وغيرهم. وتعود نشأة هذه الظاهرة إلى جينا جني إحدى نساء نيويورك التي أدخلت هذا الرقص أواخر تسعينات القرن العشرين إلى المجتمع الأميركي، ومن ثم انتقل إلى مقاطعة كيبيك الكندية على يد اميلي ديون شاري التي أسست أول معهد يناهض تعنيف النساء عبر رقصات تعبيرية جريئة تنتفض على كل ما يمس آدمية المرأة أو ينتهك حقوقها المدنية والزوجية والعاطفية والإنسانية. تقول شاري، إحدى المشرفات على ورش الرقص ضد العنف، إن" مهمتنا هي التركيز على نقاط القوة في جسد المرأة لتخفيف الصدمة وما تتعرض له من عنف وأذى ومضايقات وتعديات. ونعمل على منحها الشجاعة وإعادة الثقة بالنفس إليها وتزويدها برنامج مقاومة لرفض ثقافة الدونية والطاعة العمياء والاستكانة المذلة على أنها قدر مكتوب". وترى شاري أن" الرقص ضد العنف هو علاج نفسي ومصدر طمأنينة وإعادة الثقة بالذات ودلالة على أهمية الجسد، ليس كعنوان للأنوثة فحسب، وإنما كرمز للقوة والمقاومة والفخر والاعتزاز". أما خديجة بن سليمة، وهي متدربة من أصل مغربي، فتوضح أن المشاركات هن من مختلف الأعمار والإثنيات والثقافات، وغالبيتهن تعرضن بشكل أو آخر إلى العنف. أما فلسفة الرقص فتتمحور على «إظهار معالم القوة في كل ما نقوم به من حركات سواء بواسطة اليدين أو الرجلين أو الرأس أو ملامح الوجه، وكلها ترمز إلى التحدي والصمود والقوة". يذكر أن إحصاءات المركــــز الوطـــني لحمـــاية المرأة في كيبيك، تشير إلى أن 80 في المئة من جرائم العنف المنزلي لا يبلغ عنها إلى دوائر الشرطة أو مراكز حقوق الإنسان، وأن 70 في المئة من النساء يتعرضن لسوء معاملة عاطفية من جانب أزواجهن، وأن معدلات العنف بما فيها التحرش الجنسي ارتفعت 7 في المئة بين عامي 2010 و2012، وأن متوسط جرائم القتل التـــي تتكــــون ضحاياها من نساء يصل إلى 15 امرأة سنوياً مقابل 4 رجال.