دبي ـ وكالات
عن دار مدارك للنشر صدر كتاب " العاصفة والعمامة "، أفغانستان جمهورية بلا نصر وإمارة بلا هزيمة، للصحفي محمد الهادي الحناشي في 430 صفحة من القطع المتوسط ، يتناول فيه الكاتب الجوانب الخفية من الصراع القائم في افغانستان خلال العقود الاربعة الاخيرة، مستعرضا تجارب المراحل المختلفة التي عاشتها البلاد إبان الاحتلال السوفياتي ومرحلة الجهاد الافغاني وصولا إلى الظروف التي مهدت لظهور حركة طالبان وسيطرتها على حكم واحدة من أفقر بلاد العالم وفق رؤيتها الخاصة للشريعة الاسلامية، ويتضمن الكتاب بالاضافة إلى الجوانب التاريخية شهادات حية من خلال زياراته المتتالية إلى مختلف المدن الافغانية في مناسبات متفرقة خلال حكم طالبان وأثر سقوطها. وقد وضع مقدمة الكتاب الكاتب والباحث عبد الله بن بجاد العتيبي بالقول" تبدو أفغانستان نائيةً على طرفٍ قصيٍ من الأحداث الكبرى في منطقة الشرق الأوسط بعد ما سمّي بالربيع العربي، ولكنّها كانت دائماً في قلب تلك الأحداث، لا تنأى عنها حيناً إلا لتعود إليها أحياناً، وذلك على أكثر من مستوى أقتصر منها في هذا التقديم على مستويات ثلاثةٍ هي السياسي والأصولي والإعلامي"، بينما يتميّز هذا الكتاب وكاتبه الصحافي محمد الهادي الحناشي حيث قام برصد تاريخي للأوضاع في أفغانستان في محاولة رسم مشهدٍ متكاملٍ لما جرى ويجري في جبال الهندوكوش الوعرة وسهولها الممتدة. مؤلف الكتاب صحافي واعٍ بمهمته بل هو باحثٌ في إهاب صحافي، فقام بعملٍ "استقصائيٍ ميداني" دام لأكثر من عشر سنواتٍ كان فيه "يرصد وهو يكتب ويكتب وهو يرصد" كما هو تعبيره الموفق، رصد التاريخ واستحضر الجغرافيا ولم يكتف بالمعلومات والكتب بل أجرى العديد من الحوارات الخاصة مع الفاعلين في صناعة الحدث وبقدر ما كان يقترب بجهده ودأبه من رسم رؤيةٍ كاملةٍ للمشهد كانت تعميماته قليلةً كما يجدر بباحثٍ يسعى للحقيقة ويحترم القارئ. وقسم الكتاب إلى عدة فصول عنونت بعناوين صحفية مثل النسور والطرائد و النسر النبيل وجبال الهندوكاش و افغانستان ..تقاطعات التاريخ والجغرافيا و باكستان وطالبان .الوصل والفصل وطالبان .. الظهور المفاجئ .. قراءة في الجذور و الملا عمر .. الامير الشبح وتصور الملا عمر وطالبان للحكم كما تضمن استعراضا.