دمشق ـ سانا
تحاول الكاتبة شادن اليافي في مؤلفها شجون موسيقية صياغة السلوك الذوقي الذي يمنح الإنسانية قوة مضافة بمشاهدة الطبيعة بشكل أفضل وتلفت نظر الإنسان إلى ضرورة تملك هذا السلوك ليحدث لديه التذوق الجمالي للموسيقا من خلال وجود آليات فكرية وثقافية تريد من خلالها تألق الجمال في الجوهر والمظهر الإنساني المتفاعل في اللاشعور مع كل شيء جميل . وتسعى الكاتبة من خلال كتابها إلى تنمية القدرة على النقد الفني وتنمية تذوق الفن وفهمه وتحليله بتكوين علاقة بين علم الجمال أو فلسفة الفن وبين علم تدوين حقائق موسيقية دقيقة لأن الأغلبية يستخفون بهذا المجال ويجدونه غير لائق بأن يندرج في الدراسات الأكاديمية الجدية للموسيقا ولكنهم يناقضون أنفسهم بأن علم الجمال الموسيقي يجب أن يدرس من وجهة نظر تاريخية ويفيد في تحليل الأبحاث والدراسات الموسيقية . وترى اليافي أن علم الجمال الموسيقي يطرح مجالا واسعا للدراسات والأبحاث الأساسية في دراسة الموسيقا وفهمها إذ إنه يطرح أسئلة فلسفية وتأملات وشروحا أخفقت الدراسات في تاريخ الموسيقا وعلومها النظرية في طرحها لذا فان لهذا العلم الحق بأن يكون مجالا مستقلا من المعرفة الموسيقية . وكشفت أن مواضيع الجمال والفن هي محور اهتمام الفلاسفة منذ عهد الإغريق وسقراط وتلامذته وأثارت بعد ذلك نقاشات طويلة امتدت لعصور تلت عن ماهية الجمال فكانت الكتب العديدة والمؤلفات الكثيرة في تأثير الموسيقا وجمالها في النفس الإنسانية ووضع مواصفات للموسيقا الجيدة . وأشارت اليافي إلى العلاقة بين المقامات في الموسيقا والأمزجة عند الناس وإلى قدرة الموسيقا بإيقاعاتها المختلفة وألحانها على استثارة مشاعر معينة عند الناس من الحماسة أو الغضب أو الحنان وغيرها إضافة إلى دور الفن في المجتمع مستشهدة بأرسطو وأفلاطون . وتابعت اليافي في كتابها أن كثيرا من الفلاسفة اهتم بالفن أمثال هيغل وشوبنهاور وغيرهم وخصصوا كتبا كثيرة تبحث فيه وفي أنواعه موضحة أن علم الجمال الموسيقي يعني دراسة الموسيقا من وجهة نظر فلسفية وهو يقدم مجالات واسعة للأبحاث في مواضيع مختلفة مثل المعنى في الموسيقا وعلاقة الموسيقا بباقي الفنون ودور الموسيقا بالمجتمع . ولفتت اليافي إلى أنه يمكن إدخال علم الجمال الموسيقي في التربية الموسيقية وتعليم الموسيقا بشكل عام ففي العالم اليوم سعي مستمر للاهتمام بالفنون التي تتراجع على حساب مجالات أخرى من المعرفة فالثورة التقنية في وسائل الاتصال والمعلوماتية خففت من اهتمام الجيل الناشئ بالفنون لذلك هناك بحث لإنشاء رابطة بين الجيل الجديد وبين الفنون التي تعتبر الواجهة الحقيقية للحضارة الإنسانية . وتبين الكاتبة أن هناك عملا على جذب الأطفال إلى عالم الموسيقا عن طريق خبرة جمالية ممتعة وشائقة وإحداث معاهد موسيقية للناشئين وخلق جمهور قادر على النقد وتقويم النشاطات الفنية وإعطاء رأي فني عميق فيها .