رأس الخيمة - وكالات
صدر مؤخراً كتاب «مكحلة مسمومة» بعنوان فرعي «سيرة شعرية في ستّ حركات» للشاعر حسام الدين محمد، عن دار نون للنشر في رأس الخيمة، وهو كتاب يمازج بين السرد والشعر، مع ميل أكبر لطابع سرد حكاية القصيدة، فيتبادل فيه السرد والشعر الأدوار، أو يعيد إنتاج سيرة الشعر سردياً. والكتاب الذي حمل غلافه لوحةً للفنان العالمي فان كوخ، وصممه الناصري، جاء محملاً بستة نصوص سردية من السيرة مع ستة نصوص شعرية موزعة على سبعٍ وتسعين صفحة، رأى مؤلفه أن الكتاب يقدم نفسه من خلال نصوصه، لذلك جاء بلا مقدمات، باستثناء تعريف موجز على غلافه الخارجي يصف بأنه: «مكحلة مسمومة» نشهد فيه جرأة الشاعر حين يعري قصيدته بحكاية قصتها. يسمم السارد حيوات النساء اللاتي يمرّ بهن ويكحلها بجنون الشغف والرغبة والمشاعر التي يضيء عليها الواقع العام أحياناً مثل ضوء منارة بعيدة تنوس من حين لآخر لتربط بين خيوط السياسة والدين لتلتمع في لوحة تحتلها مشاهد الحب والكره والرغبة». يكشف الكاتب أستار نفسه، لكنه، مع نسائه المتمردات غريبات الأطوار، المنسرحات سرداً وشعراً، ضحايا لتراجيديا عامة بقدر ما تبدو فردية، وفيما يحاول السرد أن يفهمها يحاول الشعر أن يؤطرها لتعبر عبث اللحظة المتألمة، الفاجرة أو العادية إلى قدر الكلمات المقدس. يتبادل السرد والشعر المواقع فلا نعلم إن كشفت الحكاية سر القصيدة، أم فضحت القصيدة أستار الحكاية. وإذا كان الكتاب يغري بالقراءة النقدية للعلاقة بين الواقع والشعر، فإنه، أساساً، مكتوب ليؤكد أساس العلاقة بين القارئ والكاتب: متعة القراءة وأولويتها. أما دار نون للنشر، فهي دار نشر إماراتية، أُسست في عام 2012 كمحاولة جادة للمساهمة في تقديم رؤية جديدة لواقع النشر في المنطقة العربية، فطرقت منذ تأسيسها أبواباً غير مسبوقة في رفد المكتبة العربية بإصدارات من ثقافات مختلفة، واهتمامات متنوعة، والعمل على نشر الأعمال الأدبية والنقدية والفلسفية المرتبطة باهتمامات المثقف والمجتمع العربي، وسد النقص الحاصل في عدة مجالات تفتقر لها المكتبة العربية كالنقد السينمائي والترجمات الشعرية عن لغات لم تترجم بشكل موسع إلى العربية من قبل. كما سعت الدار منذ تأسيسها لخلق جسور تواصل مع جيل الكتّاب من جميع الأجيال، سواء الذين لم يجدوا فرصة دعم لنشر أعمالهم، عبر تبنيها مجموعة من الكتب التي بدأتها بمجموعة إصدارات شعرية لكتاب شباب، أو لكتاب لم يصدروا من قبل كتباً مطبوعة، ولا تقف فقط عند تبني الكتاب وطباعته ونشره إنما تسعى لإشراك الكاتب في المردود المادي للكتاب، بالإضافة إلى مساهمتها في إقامة الفعاليات المتعلقة بالكتاب الصادر من حفلات توقيع وأمسيات وندوات للكتاب وتقديم الكاتب ونتاجه للقراء بشكل يليق، وأقامت وتقيم أياماً ثقافية مختصة بالتعاون مع مؤسسات مختلفة، كأيام الشعر السويدي التي أقيمت بدولة الإمارات في أكثر من إمارة ومركز ثقافي ودعي لها شعراء سويديون عدة.