دمشق ـ سانا
مجموعة عند قوس قزح للشاعر فؤاد كحل عبارة عن نصوص لأكثر من فضاء تتضمن حالات نفسية مختلفة يعبر عنها بطريقة قريبة من الشعر إلا أنها أخذت شكلا بنيويا مختلفا لتكون ضمن جنس أدبي آخر حيث تحتوي هذه المجموعة على رؤى شعورية متكونة من مفردات الطبيعة بما تحتويه من كائنات حية مقتصرا في ذلك على الجميل منها والذي يساهم في انعكاس حالات الإنسان خلال حركته كالزهر والورد والعصافير والسنابل والينابيع. يقول في نص ضحكات أيضا.. كم من ضحكات طفولية.. ليست في قواميس الشفاه.. الشجرة حين تزهر تحت قوس قزح.. والوردة حين تحط عليها فراشة.. الينبوع حين تغرف يدان ناعمتان حفنة من ماء روحه. يدعو كحل إلى التعامل بشكل إنساني خلال العلاقات الاجتماعية معتبرا أن الإنسان الحقيقي لا يقدم على أي تصرف فيه قسوة تحاول المساس بأي كائن جميل سواء كان هذا الكائن إنسانا أو نباتا لأن الإنسانية تقضي أن يكون الإنسان كذلك مليئا بالمحبة والمشاعر النبيلة والإحساس المرهف وهذا بدا جلياً في قصيدة حطام التي يقول فيها.. ما يحطم روحك.. أن تدوس على رماد وردة.. في عز أكذوبة الحياة.. أو تسير على زجاج القلوب المهشمة. ويرى الشاعر أن هناك انعكاسات حياتية وطقوسا يعيشها الإنسان بأدوات مختلفة كثيرا عن الأدوات التي يستخدمها في حياته اليومية وأن هذه الأدوات تلعب دورا كبيرا في تكوينه الإنساني عبر شعوره وأحلامه التي يعيشها وهو في عالم الخيال باحثا عن حياة أخرى قد يتحقق كثير منها كما جاء في نصه للصيد وقت.. هناك من يكون صيادا لقلبه.. ولا سلاح لديه غير اللحاظ.. ومن يكون صيادا لكلماته.. ولا زهرة لديه غير الترقب والانتظار.. هناك من يكون صيادا لدمه.. ولا يقرأ الأفق إلا بالقبلات. ترقى النصوص أحيانا إلى مستوى الشعر فيستخدم كلمات في أسلوبه السردي ما يدل على شفافية عالية تخرج من روح مجنحة تمتلك طموحا لوصول فضاءات بعيدة بما تمتلكه من رقة في الألفاظ والطرح يقول في نص أوجه أخرى.. ربما تكونت الورقة على الغصن كي نكتب عليها أرواحنا.. في احتمالات تبدلاتها.. ربما تكونت البحيرات الساكنة.. على جسد هذا الكوكب المتحرك.. كي نتمرأى فيها. كما تمتلك المجموعة رؤى كونية إنسانية ترتبط بتبدلات الطبيعة ومتغيراتها يبتعد كحل فيها عن المكان والبيئة ليعوض في ذلك باستحضار عبارات تجعل نصه يمر عبر الأزمنة ويخص الطبيعة ومن عليها لأن تحولاتها تنعكس حكما على حياة كل من يعيش عليها كما جاء في تحولات الخريف.. ما الذي يجري للكون.. في فصل الخريف.. حتى يتغير.. كل شيء في هذه الروح.. فتهمي عليك الطيور.. وتنتقد في قلبك الينابيع.. وتتناهى عند قدميك الأمواج. وللعشق والمرأة مكان هام في هذه المجموعة بحيث يجعل الشاعر المرأة مخلوقا مؤثرا وخارقا ويتمكن من العبث بالرجل أو رفع شأنه وجعله سعيدا في موازنة تجعل المرأة أقوى وأقدر على فعل ما تريد به. يقول في نص شبيهة الماء.. أنت فقط من تجعلني شاعرا.. أو نبيا.. إلها.. أو حتى بهلوانا.. أنت فقط. يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة ويقع في 445 صفحة من القطع المتوسط.