مجلس التعاون لدول الخليج العربية

افتتح الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث الليلة ملتقيين للفن الخليجي، الأول ملتقى الدوحة لفناني الخليج الثالث الذي تنظمه إدارة الفنون البصرية بوزارة الثقافة، والثاني هو ملتقى الفنون البصرية الثالث لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي يعقد كل عام في دولة خليجية، وتستضيف وزارة الثقافة بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، نخبة من الفنانين والنقاد القطريين والخليجيين والعرب وجمهور من المهتمين ومتذوقي الفنون، ويستمر عرض الأعمال الفنية المشاركة في الملتقيين والبالغ عددها حوالي 40 لوحة وعملا فنيا في كل ملتقى حتى 11 نوفمبر المقبل. 

وقام وزير الثقافة والفنون والتراث بجولة تعرف خلالها على الأعمال المشاركة وأثنى على المستوى الرفيع لمجمل الأعمال التي توضح تميز الفن والإبداع الخليجي. 

وعقب الجولة، أكد بأن المشهد الفني في دول مجلس التعاون يتميز بحضوره وتواصله مع المشهد العالمي في تفاصيل كثيرة ولكنه في ذات الوقت يحافظ على خصوصية تعطيه شكلا مغايرا وتتمثل هذه الخصوصية في التراث والهوية الخليجية، مشيرا إلى أنه على الرغم من وجود تفاوت وتباين في التجارب الفنية المعروضة فإن هذه الخصوصية موجودة عند جميع المشاركين، كما أن هذه الملتقيات تعمل على خلق حالة الحوار الفني بين الجميع وتبادل الخبرات بين الأشقاء، معربا عن سعادته وترحيبه بضيوف الدوحة من الفنانين والفنانات من دول الخليج الشقيقة. 

وأضاف أن الدوحة أصبحت عاصمة للفنون وتمتلك بنية ومنظومة ثقافية ومؤسسات متعددة تؤهلها لأن تكون عاصمة ثقافية دائمة، لافتا في هذا الصدد إلى أن اقتراح دولة قطر بإنشاء معرض دائم للفن الخليجي لقي ترحيبا من وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون خلال اجتماعهم، فالمشاريع الثقافية الكبرى لا تتوقف فقد أصبحت كتارا مدينة ثقافية عالمية، كما انه لدينا طفرة هائلة في المتاحف وقريبا سوف تشهد الدوحة متاحف مشيرب أيضا وغيرها، وقد شهد هذا وزراء الثقافة في دول الخليج ورحبوا بالفكرة وسوف تتحول عن قريب بمشيئة الله إلى واقع. 

وأكد وزير الثقافة والفنون والتراث أن توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مستمرة بالعناية بالثقافة ويوليها جل اهتمامه.
 
وردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية "قنا" حول التنسيق الخليجي المقبل في المحافل الدولية لدعم المرشح القطري (الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري) لمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عقب إعلان وزراء الثقافة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن دعمهم في الدوحة، قال سوف يكون، بمشيئة الله، شهر نوفمبر القادم موعد التقدم الرسمي للترشيح، ومازال أمامنا الوقت كافيا للتنسيق وقد أعلنت دول الخليج من خلال اجتماع وزراء الخارجية الدعم للمرشح القطري ثم جاء إقرار وإعلان الوزراء المعنيين بالثقافة، وهذا يدل على وحدة الموقف الخليجي وأن أهل الخليج حريصون أن يكون في هذا الموقع واحد منهم. 

ومن جانبها، قالت الفنانة هنادي الدرويش مديرة إدارة الفنون البصرية إن ملتقى الدوحة الثالث لفناني الخليج حرصت الإدارة على تنظيمه بشكل سنوي بعد النجاح الذي تحقق في العامين الماضيين، وجاءت مواكبته هذا العام مع الملتقى الخليجي للفنون البصرية وهي فرصة لإحداث مزيد من التعرف على الخبرات الفنية في الخليج وعلى الأسماء البارزة في مجال الفن التشكيلي، كما أنه فرصة لعرض التجارب الفنية المختلفة. 

ومن هنا فإن ادارة الفنون البصرية حريصة على تقديم خبرات فنية متميزة هذا العام للجمهور في قطر، مشيرة إلى أن الملتقيات الخليجية تعكس مدى حيوية المشهد البصري بدول مجلس التعاون، حيث تشمل تجارب ذات طبيعة خاصة في الطباعة الفنية بتقنية ورؤية عالمية كذلك الأعمال الفنية المركبة التي تمزج بين الفوتوغرافيا والفراغ المحيط ليصبح عملا تركيبيا ذا طبيعة محلية معاصرة. 

وأضافت أن ملتقى الدوحة يستعرض اعمالا تجريبية تهتم بفلسفة الأثر والبعد الزمني وتاريخ الجدران، وتكشف إبداعات هذا الملتقى عن مدى ثراء التاريخ والتراث العربي والاسلامي من خلال استلهام فناني الخليج للعديد من المفردات الاسلامية والعربية برؤية وفلسفة خاصة بكل فنان.
 
وعن ملتقى الفنون البصرية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قالت إن المعرض يعبر عن طموحات الفن الخليجي ويعكس تأثر الفنانين بالتطورات التي شهدتها الساحة العالمية في مجال الفنون وفي القلب منها الساحة الخليجية، حيث شهدت تحولات جديدة ومؤثرة أسلوبا وتقنية ومن جهة أخرى بات العمل الفني أكثر صلة بالمشهد الفني العالمي وأكثر قربا من روح فنون ما بعد الحداثة. 

وأوضحت أن الفنان الخليجي كان عليه أن يتواءم مع تلك الحياة التي شهدت تنوعا كبيرا في كافة المستويات وهو الأمر الذي استوعبته الفنون البصرية، مشيرة إلى أن المعرض به نموذج حاضر للتحول الفكري والجمالي على أرض الخليج، ومع ذلك فإننا نشهد أن الأعمال تتمسك ببعض الأشكال التراثية الأقرب في روحها إلى فلكلور يحترمه أبناء الخليج. هذا ويشارك في ملتقى الدوحة لفناني الخليج ستة فنانين من دول مجلس التعاون وهم: جمال عبد الرحيم من مملكة البحرين، سمر البدر من دولة الكويت، والدكتورة فخرية اليحيائي من سلطنة عمان، ولولوة الحمود من المملكة العربية السعودية، ومحمد العتيق من قطر، والدكتورة نجاة مكي من الامارات العربية المتحدة.
 
أما ملتقى الفنون البصرية لمجلس التعاون فيشارك فيه 18 فنانًا خليجيًا بمعدل ثلاثة فنانين من كل دولة خليجية في مجالات الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي والرسم، ويشارك من قطر ثلاثة فنانين وهم: الفنان راشد المهندي في (الخط)، والفنانة شيخة عيد آل ثاني في (التصوير)، والفنانة فاطمة النعيمي في (الرسم)، ومن الامارات العربية المتحدة فاطمة البلوشي (تصوير) محمد مندي (الخط)و ناصر نصيب الياسي (فنون تشكيلية ) ومن الكويت علي خليل الزيدي، نواف محمد الحملي، وليد عبدالرحمن الفرهود، ومن المملكة العربية السعودية حسين العسكر، ماجد الحبردي، مسعودة قربان، ومن سلطنة عمان جمال بن مسلم الشرقي، خالد الرواحي، عيسى المفرجي، ومن مملكة البحرين زهير السعيد، مروة آل خليفة، وحيدة مال الله. هذا وسوف يقوم سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري بتكريم الفائزين صباح غد الاثنين، حيث يتم منح الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في المجالات الثلاثة، جوائز عبارة عن سعفة ذهبية ثم فضية ثم برونزية ليكون المجموع 9 جوائز.