ورش ومعارض متنوعة في مهرجان كتارا

 يضم مهرجان "كتارا" الخامس للمحامل التقليدية المقام حاليا ويستمر حتى الحادي والعشرين من نوفمبر الجاري مجموعة من المعارض والورش التي تتعلق بالمهن اليدوية والحرف الشعبية المرتبطة بالتراث البحري لدولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، مثل صناعة السفن والقوارب "القلاف" والطواش "تاجر اللؤلؤ" وصناعة الغزل "شباك الصيد" والحبال والقراقير "الأقفاص المعدنية" وصناعة الصل "الودج"، بالإضافة إلى محل "العمارة" الذي يعرض العديد من لوازم الحرف التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالبحر والتي تعكس ذوقاً فنياً وتراثاً ثرياً. ففي صناعة السفن يعرض جناح "بخّار حجي أحمد" المشارك من الهند في المهرجان والمختص بصناعة السفن والقوارب "القلافة" نماذج من السفن الشراعية والمحامل التقليدية التي تتم صناعتها في ورشته التي تأسست عام 1885، حين بدأت في مدينة كاليكوت بالهند بإشراف الجد كنجي أحمد الذي يرتبط بعلاقات قوية بتجار العرب في دول الخليج العربي مثل (قطر والبحرين والكويت والإمارات).

 وقال السيد هاشم أحمد المشرف على الورشة : "إن صناعة المحامل التقليدية تعد مهنة الأجداد التي تناقلها الآباء والأحفاد في أسرته حتى وصلت إليه مشيراً إلى أن صناعة السفن الشراعية تتطلب بعض الأدوات مثل الخشب الأكثر استخداما في صناعة السفن وخصوصا الساج وجوز الهند والصنوبر والجانكي. 

وأوضح أحمد أن المحمل الكبير الواحد تتطلب صناعته أكثر من عام وتشمل العديد من الأنواع مثل "البتيل والبوم، والبغلة، الشوعي، السنبوك"، والتي تتنوع استخداماتها وحمولتها وأغراضها في النقل والصيد والرحلات، فالبغلة تستخدم في الغوص وصيد الأسماك والنقل، منوها بأن "السنبوك" هي أكثر السفن استخداما في دولة قطر ويتراوح طول قاعدتها بين 40 و60 قدمًا ولها صاريتان وعدد كبير من المجاديف وتتميز بمؤخرة شبه مربعة مزينة بالنقوش والزخارف، وتستخدم للغوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك.
 
وفي صناعة الغزل يعرض جناح "الغيثي للغزل" من سلطنة عمان المشارك في المهرجان كيفية صناعة شباك الصيد "الغزل" التي تستخدم في صيد الأسماك، إذ تعتبر هذه المهنة اليدوية من الحرف التقليدية الشهيرة التي ترتبط بالتراث البحري الخليجي، وتتطلب مهارة وحرفية فائقة.
 
وقال السيد صالح بن راشد الغيثي المشرف على ورشة "الغيثي للغزل": "إن ورشته تقوم بصناعة كافة أنواع الشباك المستخدمة في صيد الأسماك، مشيرا إلى أن أحجامها والأدوات المصنوعة منها تختلف وتتنوع باختلاف وتنوع حجم وأنواع الأسماك المصيدة، فمثلا توجد الشباك الكبيرة المخصصة لصيد "الكنعد" والوسطى لصيد "القرقفان" و"القرفة"، أما الصغيرة فهي لسمك "الخباط" فيما خصصت الشباك الضخمة لـصيد أسماك "القرش". وعن طريقة صناعة الغزل والأدوات المستخدمة فيها، أوضح الغيثي قائلا: "إن شباك صيد السمك تصنع من خيوط الغزل وهي من القطن القوي التي كانت تصنع محليا والنايلون ويقوم بحياكتها الرجال المهرة، وهي اليوم تجلب من الهند وكوريا"، مشيرا إلى أن فتحات الشباك تتوسع بحسب حجم السمكة وأن طرق الصيد بها تتعدد وتختلف مسمياتها وفقا للموسم والشباك، حيث يمكن اختزالها بطريقتين رئيسيتين هما رمي الشباك باليد أو تركها معلقة بالماء.