مهرجان فاس للموسيقى العريقة

كشفت مؤسسة روح فاس التي تشرف على تنظيم مهرجان فاس للموسيقى العريقة، أن الدورة الجديدة بنسختها العشرين ستنطلق خلال الفترة بين الثالث عشر والحادي والعشرين من الشهر المقبل في مدينة فاس المغربية، وذلك تحت شعار "منطق الطير عندما تسافر الثقافات".
وجاء في بيان صحفي صادر السبت عن المؤسسة التي يترأسها محمد القباج، إن الدورة المقبلة ستجعل من المهرجان آلية للتقريب بين الشعوب والثقافات وجعل الفنون والقيم الانسانية في خدمة التنمية البشرية والمجتمعية.
وقال المدير العام للمهرجان فوزي الصيقلي في البيان، إن شعار الدورة العشرين للمهرجان يطرح مجموعة من القضايا التي تتعلق بمغامرة الإنسان في علاقته بالآخر والتأثير المتبادل بينه وبين هذا الآخر وكذا في سفر الثقافات وترحالها، مشيراً إلى أن دورة هذا العام ستجوب مختلف الفضاءات الموسيقية والإيقاعية التي أبدعتها ثقافات العالم منذ فجر التاريخ.
وبين أن الدورة الجديدة من المهرجان تكرم رئيس جنوب إفريقيا الراحل نلسون مانديلا، بوصفه أيقونة النضال ضد التمييز العنصري وكرمز للنضال ضد التفرقة وكل ما يخدش إنسانية البشر.
ووفقا للصيقلي سيقدم هذا الاحتفاء من خلال مجموعة من العروض الفنية والسهرات الموسيقية من بينها العرض الفني الذي ينتظره عشاق الموسيقى العريقة والذي سيجمع بين فنانين عملاقين هما السنغالي يوسو ندور رائد الموسيقى الشعبية في القارة الافريقية وجوني كليغ الموسيقي الذي غنى لنلسون مانديلا أغنيته الشهيرة بلغة "الزولو" الإفريقية.
وسيحتفي المهرجان بالزعيم الراحل مانديلا من خلال مجموعة من اللقاءات والندوات التي ستقام في إطار منتدى فاس (روح للعولمة) والتي ستتمحور حول شخصيته وحنكته في القضاء على سياسة التمييز العنصري، بمشاركة العديد من الباحثين والمفكرين والخبراء في موضوع الثقافات والمجتمعات في ظل التحول على تتبع مسار هذا المناضل والانسان.
وأشار البيان إلى إن دورة هذه السنة ستتميز بمشاركة العديد من الرموز الفنية العالمية والموسيقيين الرواد الذين سيحيون سهرات فنية بمجموعة من الفضاءات التاريخية بالمدينة القديمة وغيرها من الساحات والفضاءات التي دأبت على احتضان حفلات المهرجان الفنية كل عام.
وقال إن من بين تلك المشاركات: كاظم الساهر ( العراق ) ولوزميلا كاربيو ( بوليفيا ) وروبيرتو ألاغنا ( فرنسا ) ومجموعة أطلان (إيرلندا (ورقية تراوري ( مالي )، إضافة إلى مجموعات موسيقية من هنغاريا وكازاخستان وأوزبكستان، ولكل من رازا خان (الهند (وكومبان منت إيلي ورقان (موريتانيا) والفنان الأميركي بودي غي ليجوند.
ويشكل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، ومنذ دوراته الأولى، رحلة ساحرة نحو فضاء الإبداعات الموسيقية والإيقاعية التي أنتجتها مختلف الثقافات والشعوب منذ القدم.
وكانت الدورة الفائتة من المهرجان، احتفت بالثقافة الأندلسية التي استطاعت خلال أزيد من ثمانية قرون أن تجسد التلاقح بين مختلف الثقافات خاصة الأمازيغية والعربية والإيبيرية والرومانية وأن تشكل جسرا بين ثقافات الشرق والغرب.