مهرجان "أمنا عمان .. مدينة تقرأ"

تتسارع التحضيرات لأول مهرجان ثقافي يقام في الساحة الهاشمية وسط العاصمة عمان، تحت اسم "أمنا عمان.. مدينة تقرأ" والذي سيتم افتتاحه مساء بعد غد الخميس برعاية امين عمان الكبرى عقل بلتاجي.
المهرجان الذي تنظمه أمانة عمان بالتعاون مع ازبكية عمان للكتاب، سيكون بادرة جديدة في التفاعل مع فضاءات العاصمة، وبخاصة وسطها القديم، الذي لحقته تجديدات وتحديثات، تحاول منح المكان وجها مختلفا، ينتمي الى الفعل المجتمعي، ويشكل العمانيون من خلاله صورة مدينتهم العريقة.
ووفقا لمعنيين في الامانة، فإن ثمة توجه حقيقي من الامانة لتفعيل مكانة وموقع الساحة الهامشية التي افتتحت بتجديداتها أخيرا، وصبغها فعلا بصورة تختلف عما كانت عليه سابقا، لتكون مركز اشعاع حضاري وثقافي للعاصمة.
وما يسترعي الانتباه، أن الامانة بدأت فعليا في التوجه لإضفاء لمسات جمالية روحية على المدينة، بدأتها في الوسط، كما يقول احد القاطنين في عمان، والذي لفت الى أن مهرجان "أمنا عمان .. مدينة تقرأ" يحمل اكثر من معنى، فهو يؤكد أن المدينة ليست مجرد مبان معمارية جميلة، او تحديثات في بينتها، بل هي أيضا تفاعلات تنطق بثقافة ووجود المكان.
ويقول مشرف الازبكية حسين ياسين لوكالة الانباء الاردنية (بترا) حين اطلقنا مع الامانة فكرة اقامة مهرجان ثقافي وسط عمان، وضعنا في حسباننا ان المدينة لم تشهد مثل هذه الفعالية من قبل، وان مثل هذا المهرجان، سيؤكد على هوية المدينة الجمالية والثقافية والاجتماعية، بحيث يعزز من مكانتها في نفوس قاطنيها".
ولفت ياسين الى أن "الأمكنة تبقى خاوية من دون ان نفعّلها، وعمان مكان فاعل، يجب الاعتناء بروحه، والانطلاق بهذه التجربة الى باقي مدن المملكة، لخلق هوية ثقافية جامعة لمدننا"، مبينا ان المهرجان قد يكون نواة لمهرجان كبير سنوي، يمتد على مساحة زمنية تحرك فضاءات المدينة بالفعل الثقافي الجمالي والفني.
واذ تتوهج الساحة الهاشمية التي انشئت في ثمانينيات القرن الماضي، لتكون قلب العاصمة النابض، استعدادا لانطلاق مهرجان "أمنا عمان .. مدينة تقرا" وعلى مدار ثلاثة ايام، فإن برنامج المهرجان سيكون حافلا بفعاليات ذات طابع عماني، اذ ستشكل فعاليات ازبكية عمان ومديرية المكتبات بالامانة برنامج الانشطة.
وبحسب ياسين ستقدم الازبكية عبر معرض الكتاب الذي يستمر ثلاثة ايام، بمشاركة العديد من دور النشر المحلية والعربية والأجنبية، الى جانب ما تقدمه عادة من كنوز كتبها القديمة، مساحة لتمكين القراء من اختيار الكتب التي يحبونها، كما سيتضمن معرض الكتاب اليومي للازبكية، حفلات توقيع كتب، لمجموعة من الكتاب الاردنيين وامسية غنائية لفنان فرقة بلدنا كمال خليل.
وبين ان في اليوم الاول سيلتقي الجمهور مع الكاتب ابراهيم نصر الله ومحمد الجالوس لتوقيع كتبهما، فيما سيشارك قاسم توفيق وسميحة خريس في اليوم الثاني بحفل توقيع لأعمالهما، اما اليوم الختامي للمهرجان فسيوقع خلاله أيمن العتوم وأحمد حسن الزعبي كتبهما.
وقال إن الفعاليات اليومية تشتمل على أنشطة وعروض مديرية المكتبات بالامانة، لتشكل جزءا من روح المهرجان، اذ ستقدم سلسلة بشرية للقراء الصغار، وحفلات رسم على وجوه الاطفال، ومسرح دمى، الى جانب عروض كتب نادرة من المديرية.
وعلى مسرح الأوديوم بجوار الساحة، وهو مسرح روماني قديم، ستعقد الندوات والامسيات بحسب ياسين الذي اشار الى ان يوم الافتتاح، ستقدم فيه الكاتبة عايدة النجار والروائي قاسم توفيق يوما عمانيا، يتحدثان فيه عن عمان في كتابتهما، مثلما سيشتمل هذا اليوم على عرض مسرحي ساخر لفرقة مسرح الشارع، الى جانب فقرات سيقدمها حكواتي عمان عبدالله العلان.
وتابع ياسين انه في اليوم الثاني، سيشارك الكاتبان سامر خير وابراهيم غرايبة في ندوة عن ثقافة القراءة، أما في اليوم الثالث، سيشارك كل من الشعراء: أحمد ابو سليم وحكمت النوايسة وصلاح ابولاوي وسعيد يعقوب في امسية شعرية عمانية.
ويقدم الندوات الفنان محمد القباني والفنانة عبير عيسى وأسماء عواد.