النسخة الرابعة لمهرجان "كتارا"

كشفت اللجنة المنظمة لمهرجان (كتارا) الرابع للمحامل التقليدية عن حجم الاقبال الكثيف من المشاركين من دولة قطر وباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال فترة التسجيل في المسابقات التراثية للمهرجان الذي ينطلق تحت الرعاية الكريمة لحضرة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الفترة بين (18  22 نوفمبر القادم).   

وقال السيد أحمد الهتمي رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان :"إن النسخة الرابعة لمهرجان (كتارا) للمحامل التقليدية تشهد هذا العام تطورا لافتا في حجم المشاركة يفوق ما شهدته النسخ الثلاث في الأعوام الماضية، بالإضافة إلى تميزه بنوعية المسابقات التراثية وتنوع الفعاليات وتعدد الأنشطة التي تقام لأول مرة في قطر والمنطقة"، موضحا أن المهرجان الذي يعد أكبر تظاهرة ثقافية للتراث البحري القطري، سيحفل هذا العام بالعديد من المفاجآت السارة التي سيعيش معها الجمهور أجمل وأمتع الأيام، حيث سيمنحهم المهرجان متعة الاكتشاف وروعة المشاهدة وجمال المعرفة.

وأشار إلى أن هناك خمسة أنواع من المسابقات التراثية التي يتضمنها مهرجان (كتارا) الرابع للمحامل التقليدية وهي : مسابقة الغوص على اللؤلؤ، مسابقة التجديف، مسابقة الغوص الحر، مسابقة أفضل محمل، الشراع التقليدي، حيث تستمر مسابقة الغوص على اللؤلؤ ثلاثة أيام وهي مخصصة للأعمار فوق الـ18، كما تقام مسابقة الشراع التقليدي على ثلاث مراحل ولمدة ثلاثة أيام أيضا، وهي تتيح للفرق المشاركة بـ (3-5 أشخاص) ضمن سباق للمراكب الخشبية التي يبلغ طولها 22 قدما، بالإضافة إلى مسابقة التجديف التي تقام لمدة يومين للفرق المشاركة بمراكب خشبية صغيرة (شواحيف) تتسع لـ11 شخصا ، ومسابقة أجمل محمل، فضلا عن المسابقة غير المسبوقة والتي تدرج لأول مرة وهي مسابقة الغوص الحر (الغيص) التي تقام لمدة خمسة أيام (طيلة فترة المهرجان)، وهي عبارة عن منافسات بين فرق متخصصة مؤلفة من خمسة مشاركين، يقومون خلالها بالغوص تحت الماء بالطريقة التقليدية (حبس النفس)، ويؤدون أنشطة ترتبط بقوة النفس في محاولة لبلوغ وقت معين وعلى نفس واحد، ودون الاستعانة بأي وسائل أو أدوات مساعدة للتنفس تحت الأعماق، حيث يتم تأهل خمسة أشخاص من المراحل الثلاث الأولى، ليخوضوا التصفيات النهائية التي تحدد ترتيب الفائزين بالمراكز الأولى.
 

غرس الاهتمام بالتراث البحري والموروث الشعبي في نفوس وأذهان الشباب والناشئة


وقال السيد أحمد الهتمي " إن مهرجان (كتارا) الرابع للمحامل التقليدية الذي يعد الأول من نوعه على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، يحتوي على عدة فعاليات تدرج لأول مرة، وتتنوع بين الرياضية والثقافية والبيئية والتراثية والترفيهية، وذلك بهدف غرس الاهتمام بالتراث البحري والموروث الشعبي المرتبط ببيئتنا البحرية بما يحويه من قيم وفنون وتراث، في نفوس وأذهان الشباب والناشئة، حتى يعتد الجيل الجديد بماضيه المجيد وبما يحفل به من أمجاد بحرية تليدة".

وتتضمن هذه الفعاليات التعريف بـ (15) مهنة قديمة كانت سائدة في المجتمع القطري في حقبة ما قبل اكتشاف النفط، والتي اندثرت اليوم بفعل التطور والتقدم والحداثة، ولم يعد لها أي أثر أو وجود يذكر في عصرنا الحالي، كما أن أجيال اليوم في مجتمعنا الحديث لا تعرف عنها أي شيء.

وأضاف "إن أبرز هذه المهن هي (الودج) و(الصل) فضلاً عن المفاجأة السارة التي سنقدمها إلى جمهور (كتارا) والتي تتضمن ترميم موقع أثري موجود في عرض البحر، حيث ستفتح هذه الفعالية التراثية غير المسبوقة أمام الجمهور آفاق الاكتشاف، عبر رحلة بحرية تأخذهم الى ذلك الموقع الذي سيحدد ويعلن عنه أثناء المهرجان ، ليعيشوا التجربة الجميلة الرائعة بكل حواسهم، ويشاهدوا بأعينهم كيف تتم أعمال الترميم من قبل فرق قطرية متخصصة من أصحاب الخبرة في التراث البحري.

وأشار الهتمي إلى أن القرية التراثية المقامة على شاطئ كتارا التي تحتضن فعاليات مهرجان المحامل التقليدية صممت هذا العام بشكل مغاير كلياً عن الأعوام الماضية ، وذلك وفق تصميمات مبتكرة للأجنحة والمرافق والمحلات والبيوت القطرية والمقاهي والأسواق الشعبية الشهيرة بطرازها المعماري ، والتي تعود جميعها الى فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وجميعها مستوحاة من روح العمارة القطرية القديمة وتحاكي تراثنا الأصيل، وذلك ليتلمس الزائر للمهرجان عاداتنا وتقاليدنا المستمدة من مفردات حياتنا القديمة.