مهرجان خطوات السينمائي الدولي

تسعة أفلام قصيرة عرضت خلال اليوم الأول من مهرجان خطوات السينمائي الدولي في دورته الثالثة.. أربعة منها مدرجة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان والباقي أدرج ضمن عروضه غير الرسمية والتي ضمت أعمالا من سورية والوطن العربي.

السوناتا الأخيرة للمخرج حسام شراباتي كان أول العروض حيث صور الفيلم الذي غاب عنه الحوار تماما حالة فكرية لشاب وفتاة ضاع حلمهما في خضم الواقع تلاه فيلم العبور للمخرج عيسى طنوس الذي جسد خلاله لحظة الصفر الواقعة بين حدوث التفجير الإرهابي وإسعاف المصاب الذي يقع بعدها في حالة صراع بين البقاء في سورية أو مغادرتها للخارج بعد ما حصل له.

 

أما فيلم عشا ليلي للمخرجة غفران ديروان فيظهر حالة الفوضى العارمة التي يسببها العابثون عبر اسقاطات ظهرت في مشهد طاولة طعام يقوم أحد حاضريها بإحداث شرارة بلبلة عندما يعبث بصحن غيره لتختتم العروض الرسمية بفيلم ومضات الذي استمر أكثر من عشرين دقيقة أضاء مخرجه قصي العيسمي خلالها على شخصية شام الصحفية الشابة التي وقعت بأيدي الإرهابيين واعتدى عليها متزعمهم لتحمل منه وتتوالى الأحداث لتبرز كيفية تجاوزها لحالتها بمساعدة محيطها.

في هذا السياق تحدث العيسمي عن ميزة الفيلم التي تتجلى من خلال الجرأة في الطرح وتناول موضوع يخشى المجتمع الخوض فيه اضافة لقوة السيناريو الذي كتبته عليا خير بك أما الحوار فكان للكاتبة وفا مهتار لافتا إلى أن الصعوبات التي اعترضته أثناء التصوير وقلة المعدات لم تمنعه من وضع عصارة خبرته ليضع بصمته مرة أخرى في مهرجان خطوات الذي يشارك فيه للسنة الثانية على التوالي.

عيسى طنوس مخرج فيلم العبور أوضح أن مشاركته هذه السنة في مهرجان خطوات أتت عبر فيلم روائي مغاير للوثائقي الذي نفذه العام الماضي مشيرا إلى أن قوة فريق عمله المساهم في الفيلم ساعدت في تنفيذه خلال وقت قياسي لتكثيف أفكار متداولة كل يوم بين السوريين خلال دقائق.

من جهتها لفتت غفران ديروان مخرجة فيلم “عشا ليلي” إلى أن مشاركتها الأولى في المهرجان ووجودها ضمن مخرجين لديهم خبرات سابقة لم تمنعها من صنع فيلم سينمائي نال استحسان الجمهور وحاز على تصفيق واسع في الصالة منوهة بأنها تجاوزت الوجوه وركزت على الأيدي فقط كبطل حقيقي للعشاء الذي يتحول إلى فوضى وأضافت إن نقص المونيتور والكاميرا الاحترافية كان له أثر على الزوايا واللقطات لكنه أمر تم تجاوزه بتقنيات تعويضية معينة.

 

القراءة النقدية للأفلام كانت حاضرة خلال فعاليات اليوم الأول حيث استعرض الناقد والمخرج بشار عباس ميزات فيلم السوناتا الأخيرة الذي استقى قوته من المعالجة البصرية والألوان فهو يتناول حالة أكثر منها فكرة ويذهب لاستخدام تكنيك اللقطات والاعتماد على الشاريو بشكل كبير للتواصل بين شخوص الفيلم الذي يعاني من وجود نقص بإمكانات الصوت وزيادة في استخدام المؤثرات الصوتية أما عن فيلم العبور فقد أشار عباس إلى أن القصة كاملها مبنية على الإيحاءات وتطويع اللغة البصرية من خلال مشهد الدم السائل على النافذة مع قلة استخدام التقنيات بالفيلم.

بدوره شرح الناقد والمخرج المهند حيدر اعتماد فيلم “عشا ليلي” على تثبيت الكادر والابتعاد عن القطع بين المشاهد في المونتاج وأن قوة الفيلم برزت في خاتمته التي تجسد ذروة العمل بكامله.

وأضاف قدمت المخرجة ديروان معالجة سينمائية بكاميراتها الثابتة لكن يمكننا القول إن هناك مشكلة فكرية في هذا النوع من الإفلام التي تميل أكثر باتجاه الوعظ فالمخرج يظهر فيها وكأنه يقدم نصيحة للجمهور بطريقة مباشرة أما فيلم ومضات للمخرج قصي العيسمي فيعتبر جيدا ويظهر فيه الجهد واضحا من خلال ناعته وتفاصيله فهو مبني بصريا بشكل جيد لكنه يحمل غرافيك زائد عن اللزوم كما تظهر فيه مشكلة الصوت اضافة لإشكالية اللقطة الأخيرة والحوارات التي بحاجة لتكون طبيعية بشكل ـأكبر لكن لا يمكن إنكار أنه إضافة جديدة للسينما السورية الخالية تقريبا من أفلام الآكشن والحركة.

كما تم عرض خمسة أفلام سينمائية خارج المسابقة بعضها من سورية وأخرى من لبنان ومصر وموريتانيا وهي “سكر ولاد-رغم ذلك-النهاية-لقاء العقول وفيلم الضباب”.

يشار إلى أن مهرجان خطوات السينمائي انطلق بداية الأسبوع الحالي ويستمر بتقديم عروضه يوميا حتى الخميس القادم في المسرح القومي في اللاذقية