أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة اهتمام دولة الكويت بحكم موقعها المتميز في الثقافة العربية بإبراز قضايا أمتها العربية والاسلامية، موضحًا أن ذلك هو قدر البلاد وإستراتيجيتها ورسالتها في آن واحد. وقال المهندس اليوحة في كلمة افتتاح أعمال الندوة الفكرية (أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي..إعادة تفكير) إن دولة الكويت اعتادت تنظيم ندوات فكرية وثقافية لمختلف قضايا أمتها العربية والاسلامية، مبينا أن هذا الدور "قديم قدم الكويت". وأشار الى أن ندوة هذا العام تعيد تناول ما طرح بالندوة التي عقدت قبل 40 عامًا في الكويت وبالتحديد في شهر نيسان 1974 وشارك فيها العديد من مثقفي العالم العربي وحملت عنوان (أزمة التطور الحضاري العربي) حيث شاركت في إقامتها جمعية الخريجين الكويتية وجامعة الكويت. وشدد من خلال رؤية الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على ضرورة العودة من جديد لإعادة التفكير والبحث في ما طرحته ندوة 1974 وأيضًا للنظر فيما تحقق من حلول وما لم يتحقق قائلاً "لعل في ذلك شيئا من التقصي المؤسسي الواجب علينا متابعته". بدوره قال المنسق العام للندوة الدكتور محمد الرميحي في كلمته "الإثنين، كانت ندوة عام 1974 مشبعة بمضامين كثيرة ومنها الإنتصار في حرب عسكرية هي حرب أكتوبر 1973 والإنتصار في معركة سياسية هي إستخدام النفط للضغط على عالم غير مبال" اذ كان الأمل يحدو الامة أن تضيء مصابيح التنوير. وتابع الرميحي بالقول "قطعنا من الزمن أربعة عقود شاهدنا فيها غير المتوقع وغير المعقول" متمنيًا أن تتوصل ندوة هذا العام الى اجابات وتفسيرات حول ما شهدته الحقبة الماضية. من جهته قال رئيس اللجنة الثقافية في مجلس الشورى الإسلامي الأستاذ الدكتور غلام علي حداد عادل إن أزمة التطور لا تزال قائمة نظرًا لعقد ندوتين حول موضوع واحد وفي بلد واحد في فترتين زمنيتين بينها أربعون عاما. وشدد عادل على وجوب التفكير من جديد بشأن أزمة التطور في العالمين العربي والاسلامي، معربًا عن الامل بأن تخرج الندوة بنتائج واقعية مفيدة مثمرة. وتناولت الجلسة الإفتتاحية في أول محاورها "الحضارة وقضية التقدم والتخلف" التغير الكبير الذي شهده العالم في أربعة عقود إلا أن العالم الاسلامي لم يستطع معرفة إعادة إبتكار حضارة يتلاقى فيها القديم بالجديد على الرغم من المكاسب والتطورات المحققة. وتطرقت إلى مسلك التزييف اذ تمت صياغة صورة المسلم وفبركتها على أساس تمثيلها وكونها صورة العدو الجديد المعرض لما يسمى بالحضارة الغربية المبنية على الديموقراطية والعلمانية والليبرالية الاقتصادية والمفاهيم الغربية للحداثة. واشار المشاركون في الندوة الى أحداث 11 أيلول 2011 والعمليات المتطرفة الوحشية التي كان لها الأثر البالغ في تغذية الدعاية المناهضة للمسلمين مستغلة نقائصهم وتناقضاتهم، معتبرين أن النظام العالمي الجديد يشهد إنسدادًا فظيعًا وتراجعًا في العدالة والحوار والتعايش على مستوى العلاقات الدولية في مقابل معاناة العالم الإسلامي من التردي وصعوبات الحفاظ على حضارته والخروج من أزمة التخلف العلمي بمفهومه الواسع. وتطرقوا الى مشكلة نظرة الغرب الذي يريد فرض أيديولوجيته على الجميع مشددين على وجوب شرح العالم العربي والاسلامي لمعاييره الخاصة في التقدم والنمو وفق رؤية متكاملة بجوانبها "الأخلاقية والروحية والزمنية والدنيوية والمادية". وتستمر أعمال الندوة الفكرية "أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي..إعادة تفكير" والتي انطلقت اليوم على مدى ثلاثة أيام في جلسات صباحية ومسائية لمناقشة عشرة محاور حول موضوع الندوة الرئي