سلفيت ـ وفا
انطلق في بلدة كفل حارس بمحافظة سلفيت وتحت رعاية وزارتي الثقافة والأوقاف والشؤون الدينية، ومحافظة سلفيت، مساء الإثنين، المهرجان الثاني لحماية الأرض والتراث والمقدسات، بمناسبة يومي الثقافة الوطني والأرض، وتأكيدا على ضرورة وقف اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على الهوية الفلسطينية والمقدسات وحمايتها واعتبار ذلك واجبا دينيا ووطنيا مقدسا. وقال محافظ سلفيت عصام أبو بكر: إن مهرجان الأرض والتراث وحماية المقدسات الإسلامية الثاني لهذا العام، يأتي بالتزامن مع قرب إحياء شعبنا ليوم الأرض الذي يصادف يوم الثلاثين من آذار الجاري لرفض مشاريع الاقتلاع والتهجير والتهويد، وليقول للاحتلال إننا في محافظة سلفيت باقون هنا وصامدون كشجر الزيتون. وأكد أبو بكر أن الصراع على التراث والتاريخ، معركة مهمة يخوضها أبناء شعبنا في وجه حملات التزوير والخرافات التي يبتدعها حاخامات اليهود بهدف طمس الهوية الفلسطينية والبحث عن جذور تاريخية لا وجود لها، لافتا إلى ما تتعرض له الخرب والمقامات والينابيع والكهوف في المحافظة من سرقة وتدمير متعمد واستهداف إسرائيلي ممنهج وغير مسبوق، يتطلب من الجميع تحمل المسؤولية والعمل على توثيق هذه المواقع وإبرازها إعلاميا وتأسيس بنية تحتية لها لتصبح قادرة على استقبال الوفود الزائرة والسياحة الخارجية. بدوره، شدد وكيل وزارة الثقافة موسى أبو غربية، على أن وزارة الثقافة ورغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها مؤسسات الدولة الفلسطينية ماضية في جهودها وأهدافها وخططها التي وضعتها للحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية وحمايتها من الاندثار والعدوان الممنهج من قبل الاحتلال. وأشار إلى ما تتعرض له محافظة سلفيت من تهويد إسرائيلي خطير طال كافة نواحي الحياة، وهذا يستدعي تكاتف الجهود ومزيدا من العمل الجاد والمتواصل من الجميع لمواجهة مخططات الاحتلال. وفي كلمة وزارة الأوقاف، تحدث عاطف صالح، عن أهمية اختيار مكان تنظيم المهرجان في بلدة كفل حارس، وذلك لارتباط تراثها بهوية هذه الأرض مهبط الرسالات السماوية، حيث قبر النبي ذي الكفل، وقبر ذي النون، واليسع، ومقام جوهر بن عبد الله أحد خدم القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي وغيرها. ولفت رئيس بلدية كفل حارس عصام أبو يعقوب، إلى أن كفل حارس تتميز بموقعها الاستراتيجي في قلب محافظة سلفيت المستهدفة من قبل الاحتلال ومستوطنة 'أرئيل'، وكذلك وجود المقامات الدينية الإسلامية فيها، ولذلك تعتبر من أهم البلدات الفلسطينية التي يحاول الاحتلال السيطرة عليها والتضييق على أهلها. وقدم الأديب والشاعر هشام عودة وصلة أدبية تحدث فيها عن التراث والثقافة الفلسطينية على مر السنين. وتخلل المهرجان فقرة تكريم للشاعر والأديب هشام عودة، وقدم المحافظ أبو بكر شهادات شكر وتقدير لثلاث شخصيات مميزة وبارزة بالمحافظة وهم حسان بلعاوي، والشاعر والأديب هشام عودة، والفنان قسّام مرعي، كما شمل المهرجان العديد من الفقرات الفلكلورية والشعبية والعروض المسرحية الهادفة قدمتها مجموعة من طالبات مدرسة بنات دير استيا الأساسية تابعة لمديرية التربية والتعليم في سلفيت، و'سكتش' مسرحي عن تراث الأجداد قدمه مجموعة من أطفال نادي ربوع القدس، وفقرة دبكة شعبية قدمتها فرقة مركز الحياة الثقافي في كفل حارس، وزجل شعبي للزجالين وجيه الزوياني وعبد الفتاح الأسعد. وعلى هامش المهرجان، جرى افتتاح معرض الأرض والتراث في قاعة مجلس بلدي كفل حارس، واحتوى المعرض على كتب ومؤلفات قيّمة وأنواع مختلفة من الأعشاب والنباتات البرية والمأكولات الشعبية النباتية الفلسطينية، وأعشاب طبية وتراثيات، ومعرض صور عن المساجد والأراضي المعتدى عليها، إضافة إلى صور نباتات وفسيفساء.