الاقصر ـ أ.ف.ب
تستخدم ثلاثة افلام من بين 14 عملا مشاركا في مهرجان الاقصر للسينما الافريقية في دورته الثالثة، كرة القدم لتصوير الدور الذي تؤديه هذه الرياضة التي تحولت حلما للبعض للتخلص من حالة الفقر التي تعيشها القارة السمراء. وتروي الافلام المشاركة في المهرجان قصصا تتمحور خصوصا حول حالة الفقر والقمع والحروب التي تعيشها افريقيا باساليب متنوعة في السرد والتصوير، الا ان ثلاثة افلام منها قدمت لعبة كرة القدم، الاكثر شعبية على صعيد العالم، كمحرك اساسي لها يظهر فيها المخرجون تصوراتهم عن الاوضاع في هذه القارة. وتعرض الافلام الثلاثة صورا مختلفة لابطالها. ويروي الفيلم الاول "افاق جميلة" للمخرج السويسري ستيفان جاجر قصة فتى شوارع من اثيوبيا يرى ان حلمه وخلاصه بان يلتقي لاعب كرة قدم سويسري يدعى فرانك خلال رحلته الى اثيوبيا ليكتشف قدراته وينقله معه الى اوروبا ليحترف لعبة كرة القدم. ويوهم الفتى خلال الفيلم اللاعب السويسري بانه تم اختطافه، فينجح عبر العديد من المغامرات في تقريب المسافة مع فرانك خصوصا بفضل عنايته باللاعب المريض بالقلب عند هربهما بين الجبال والغابات. ويحصل الفتى على وعد من فرانك بمساعدته على الانتقال الى اوروبا لاحتراف رياضة كرة القدم، الا ان وفاة اللاعب السويسري تقتل حلمه. يصل الى الفيلم الى النتيجة التي ارادها المخرج بأن حل ازمات الفقر الافريقية لا يتم بحلم الهروب الفردي لاصحاب بعض المهارات، والمطلوب بالتالي التنازل عن هذا الحلم والبدء من جديد في حل مشاكل افريقيا في داخلها. كذلك يصل الفيلم الثاني، "جواهر سوداء" للمخرج الاسباني ميجيل الجكانتود، الى النتيجة نفسها الا انه ينتقل بابطاله الى اوروبا حيث يروي هذا الفيلم الذي تشاركت في انتاجه ثلاث دول هي اسبانيا والبرتغال واستونيا، قصة مدرب اسباني استطاع ان يقنع شابين متميزين في لعبة كرة القدم من مالي بالانتقال الى اسبانيا للعب ضمن فرق كرة القدم الاوروبية مع حلم تحقيق الشهرة والثراء لهما. فبعد تصوير الفيلم حالة الفقر التي يعيشها الشابان في بلدهما مالي وحلمها في تحقيق الشهرة والسفر الى الخارج، تنتقل الاحداث الى اسبانيا حيث يعيش الشابان حالة من الصدمة عندما يلقي بهما المدرب في شقة فقيرة ليكتشفا ان شيئا من الوعود التي تلقياها لم يتحقق. وفي حين صور الفيلمان الاوروبيان السابقان حالات احباط فردية لاشخاص حلموا بالهروب من الفقر مستعينين بمهاراتهم الكروية، يقلب الفيلم الثالث من زيمبابوي "غبار وثروات" لجاستين شابوانيا موموينا المعادلة ويجعل من كرة القدم اساسا للتحدي واعادة بناء الواقع الذي يعيشه ابطال الفيلم. ويروي الفليم قصة مزارع شاب يشكل فريقا لكرة القدم ويعمل على تطوير مهارات لاعبيه ويدفعهم لتحدي فرق محترفة فيما يواصلون حياتهم العادية داخل المزارع حيث يكتشفون ان الافق الحقيقي لحياتهم هو في بناء قدراتهم على ارض بلادهم. يذكر ان الدورة الثالثة لمهرجان السينما الافريقية في مدينة الاقصر المصرية بدأت فعالياتها في 18 اذار/مارس بمشاركة افلام من 41 دولة تشارك في ثلاث مسابقات رئيسية هي مسابقة الافلام الروائية الطويلة ومسابقة الافلام التسجيلية والروائية القصيرة ومسابقة افلام الحريات. ومن المتوقع ان تعلن نتائج المسابقات الاثنين المقبل في حفل الختام.