أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب منارة ثقافية مساء الأحد لرائد التنوير في البلاد الراحل عبدالعزيز حسين تناولت مسيرته وانجازاته في مجال الثقافة والتعليم وذلك ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي ال20 على مسرح مكتبة الكويت الوطنية. وقال الدكتور عباس الحداد في بحثه (عبدالعزيز حسين 1921 - 1996..رائد النهضة التعليمية والثقافية في الكويت) ان الراحل كان مهندس الخطط التعليمية والثقافية ومن اوائل المبتعثين للدراسة في القاهرة عام 1939 ولعب اختياره دورا مهما بترسيخ اهتمامه بالعلم والثقافة لاسيما أن مصر كانت قبلة المثقفين. وأضاف الدكتور الحداد أن الراحل دأب على حضور المحاضرات والمناظرات الثقافية ومتابعة الصحافة والمجلات الثقافية ما صقل أفكاره مع ما اكتسبه من الساحة الثقافية العربية كما وسع احتكاكه المباشر برموز الثقافة من أفقه الفكري والثقافي والعلمي. وأوضح انه تم اختيار الراحل عام 1945 ضمن بعثة الى القاهرة أيضا ضمت 60 طالبا لتأسيس (بيت الكويت) حيث حرص على اقامة الندوات الفكرية والعلمية والثقافية للطلبة الكويتيين وتعزيز الحوار والمناقشة النقدية وتشجيعهم على الكتابة بمجلة (البعثة) التي أصدرها وترأس تحريرها أربع سنوات الى أن ابتعث للدراسة في بريطانيا للاطلاع على تجربتها التعليمية وفي الدول المجاورة لها. وذكر ان الراحل حسين استدعي من قبل الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم لتولي ادارة المعارف حتى عام 1961 وتم تحت ادارته وضع مناهج ونظريات حديثة وجانية التعليم وتوحيد الزي المدرسي وافتتاح الكلية الصناعية وابتعاث أول دفعة للبنات للخارج واصدار مجلة العربي واقامه مؤتمر ادباء العرب كما تولى منصب سفير الكويت لدى مصر بين العامين 1961 و 1993 وساهم في انضمامها الى جامعة الدول العربية. من جانبه قال الدكتور عبدالله الجسمي في بحثه بعنوان (عبدالعزيز حسين..عقل مضيء في مشهد معتم) ان المكانة التي حققها الراحل حسين لم يستطع احد من المبدعين المحليين مزاحمته فيها والدور الذي لعبه على مدى عقود سواء في الجانب التعليمي والعلمي والثقافي أو السياسي لا تزال أبعاده راسخة الى الان. وأضاف الدكتور الجسمي أن بصمات الراحل تتبدى واضحة على المؤسسات التعليمية والثقافية "فقد كان رائد التعليم المؤسسي الحديث عندما أصبح مديرا للمعارف مع بداية خمسينيات القرن الماضي من ثم أصبح رائدا للعمل الثقافي المؤسسي بمبادرته بانشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب مطلع السبعينيات". وأوضح ان الراحل طور دوره الثقافي على المستوى الوطن العربي وجعل من الكويت منارة ثقافية تعمل على ربط أبناء الوطن العربي بمستجدات الفكر والثقافة وساهم في عملية التحديث الثقافي التي كانت من ابرز المهمات الذي اخذها على عاتقه كرائد من رواد التنوير. ولفت الى الاسس التي قام عليها مشروع الراحل الثقافي التنويري وهي الايمان بالحرية والديمقراطية وحرية العقل والتفكير وتبني العلم والمنهجية العلمية لحل المشكلات وربط التعليم والعلم بالثقافة مع الايمان بالقومية العربية. من جهته تحدث الدكتور خليفة الوقيان في مداخلته عن انطباعاته الشخصية عن الراحل حسين خلال عمله تحت ادارته في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب اكتشف خلال عمله معه "انه يعيش في مدرسة للادارة والقيادة بعيدا عن التقليد والبيروقراطية". وأشار الدكتور الوقيان الى أن الراحل كان يملك قدرة عالية على تنظيم الوقت واستثماره رغم كثرة مسؤولياته وأعبائه والمهمات التي كان يتولاها بل كان يعتمد مبدأ اللا مركزية في الادارة ويعطي مساعديه الصلاحيات المطلوبة.