أقام منتدى جرمانا الثقافي وفرع اتحاد الكتاب العرب بريف دمشق بالتعاون مع مديرية ثقافة الرقة والمركز الثقافي بجرمانا الثلاثاء مهرجانا شعريا شارك فيه نخبة من ادباء سورية وذلك في مقهى لاسيغال بمدينة جرمانا. وغلبت على قصائد المهرجان التي تنوعت بين شعر الشطرين والتفعيلة والنثر والمحكي التحدي والرغبة باستمرار الحياة كما كانت تعيشها سورية في حضور جماهيري نوعي ضم عددا من الادباء والمثقفين والفنانين والمطربين من كل المحافظات السورية. وقال الأديب باسل فوزات هنيدي في كلمة له ..في هذا الزمان الذي آلت إليه الحال في هذا الوطن الجميل والوجع الذي نشعر به جميعا انبثقت فكرة هذه التظاهرة الثقافية ليسطع نورها كل ثلاثاء من أبطال حقيقيين يصرون على وجود الكيان والكينونة في وطن لا يمكن أن يساوموا عليه فيحيون الثقافة التي حاولت الفجائع أن تؤثر عليها بهدف التصدي إلى كل من يحاول تشويه وجه وطننا. وأضاف هنيدي ..ها هم المثقفون الان يجتمعون بعدد ليس قليلا ليتقاسموا مع الجندي كفاحه ونضاله ويقولون بكل شرف.. إننا سنعيش على أمل مشرق وفي وطن نفديه بأرواحنا. وقدم الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي مجموعة قصائد انتقاها من دواوينه المختلفة عبر سنوات طويلة حملت في عباراتها وكلماتها رؤاه واستقراءاته التي كان يستنتجها مما يدور في الواقع الاجتماعي والإنساني فتنوعت أشعاره في الأمل والألم وبين الفرح والحزن حيث امتزجت ألفاظه بالموسيقى وبالكنايات وبالحسرة لتتكون منها قصائده الشعرية قال في قصيدة "لا تطفئ الحجر".. انهض إذن .. وانفض غبار اليأس عنك فها هي الآفاق ترعش .. بين أجنحة العصافير .. التي جاءت ترتل للصباح أين الصباح .. وأهيم كريشة عزلاء .. في عبر الضياع. اما الشاعر الشاب باسل طه فالقى مجموعة من قصائده التي اختلفت في معانيها وأفكارها إلا أنها ركزت في معظم محاورها على نتائج طرحت ما يعيشه الشعب السوري من أزمات تسبب بها العالم فأكثرت ألمه وأحبطت أمله حيث تنوعت القصائد بين شعر نثري وموزون في أسلوبها السردي كما جاء في قصيدته ولدت مرتين يقول.. إلى أن يتغير لوني كحرباء ..أصدق أني ولدت على باب بلدة مرتين كلهم هنا أصدقائي .. أربعة جدران مزجها المطر علبة دخان طويلة .. لا تنتهي .. أصوات لا تكتمل وزجاج أكتب عليه بالمقلوب .. والقى الممثل والشاعر مشهور خيزران مجموعة من النصوص النثرية تناول فيها أوجاع الشعب السوري واستنكاره لما يجري على ارض وطنه بطريقة محكية وبأسلوب سهل وقريب من كل اللهجات إلا أنه غلب عليها الأسلوب العادي البسيط الذي لم يصل إلى مرتبة الشعر بسبب فقده للموسيقا في معظم الأماكن والصور يقول في قصيدة "صدقني".. انت عملتن أسطورة .. وشيدتلن القصوره متلن متل العصفورة .. أما المطرب أيمن سليمان فقدم بصوته الجميل أغنية بعنوان "سورية يا أم الكل" تناول فيها ما يدور في سورية بشكل مباشر ثم أعاد قراءة النص المغنى على الحضور كاشفا عن وجعه وألمه لما تعاني منه بلده كما في قوله.. هي سورية أمنا كلنا .. هي سورية أم الكل بعدنا وبنرجع نلتم .. لتفرج .. الله يزيح الهم وقرأ الشاعر الشاب ربيع درويش نصوصا نثرية تكونت بشكل حديث سيطر عليها الرمز والإيحاءات التي عبر من خلالها عن ألمه أيضا وعن تطلعات وأحلام ربطها بالماضي الأصيل وبالوجع الساكن في تاريخ يحمل له كل الحب كما جاء في قصيدته "حصاد المواسم القديمة".. بيتنا الذي ضاع لأجله عمر أبي ..بيتنا الذي نسجته أمي من عفة وحنين له السماوات نوافذ .. له الجبال قباب تحرس ليله ولأجله المواسم تجيء. وبأسلوب سهل ورقيق تناولت الشاعرة سوزان ابراهيم الفاجعة التي تعصف بوطننا الحبيب محاولة الخروج من السرد التقليدي إلى ما تهتم به المرأة الشاعرة من ورد وجمال الذي أصبح عرضة لما يدور حولنا من خراب ودمار تقول في قصيدتها "قميص الورد".. وتنسى .. أم أن رصاصة بالأمس ..فرفطت أوراق حبقها الأسير تعلق قميصا على كتفي كرسي ..على مائدة الإفطار قبالتها.