يستضيف مهرجان "دبي" السينمائي الدَّولي، والذي افتتح فعاليَّاته أخيرًا، برنامجًا تحت عنوان "إرث عراقي..أطفال المستقبل"، الذي سيلقي الضوء على الإنتاج السينمائي العراقي، الذي يحقِّقه الجيل الجديد من المخرجين الصَّاعدين. وتعيش السينما العراقية مرحلة نهضة فنية، بفضل جيل جديد من المخرجين الشباب، الذين يخوضون المصاعب ذاتها، التي يواجهها المخرجون في بداية مشوارهم المهني، من نقص التمويل، ومحاولات إثبات قدراتهم للمستثمرين، بالإضافة إلى قلّة توافر البنية التحتية، والدعم الحكومي، فضلًا عن 10 أعوام من العنف وعدم استقرار السلم والأمن، في بلاد الرافدين. يُشارك في برنامج "إرث عراقي"، مجموعة من المخرجين المستقلين التابعين لـ "مركز السينما" الذي أسسه اثنان من المخرجين العراقيين هما محمد الدراجي وعدي رشيد، في أعقاب الاجتياح الأميركي للعراق. وأنتج المركز العديد من الأفلام الروائية، الذي حازت على الكثير من الإعجاب والتقدير على المستوى الدولي، وقام البرنامج بتدريب العديد من المخرجين الشباب على إخراج أعمال قصيرة، ما اعتبره الكثيرون حجر الأساس لولادة جيل جديد من صانعي السينما العراقية. فيلم "أطفال الحرب" من إخراج ميدو علي، ويُفصح ذلك الصبي عمّا يسكنه من أسىً، عبر رسوماته، إنه من ضحايا الحرب، ويعيش في ملجأ للأيتام. يطوي الصبي ما شهده من أحداث، إلا أنها تظلّ ماثلة لأيّ مُراقب، في رسومه، التي تُضيء وجهة نظره. وتختلط المناسبات السعيدة مع الذكرى المؤلمة و"عيد ميلاد سعيد"، للمخرج مهند حيال، ففي عيد ميلاده الخامس يُؤخذ طفل صغير لزيارة قبر والده، وهناك يلهو بسيارته اللعبة التي تقوده للتجوّل بعيدًا، والضياع في متاهة القبور، إلى أن يلتقي صديقًا غريبًا يساعده على العودة إلى والدته. يروي المخرج يحيى العلاق، في "خزان الحرب"، قصة ذلك الفتى الأصمّ، من بغداد، الذي يحلم أن يعيش طفولة طبيعية، فهو مُرغم على سرقة خزانات الزيت لمساعدة عائلته، ليعود بالزيت مستقلًا الحافلة، وتحدث معه أشياء كثيرة تنسيه إياه، وقد استسلم لبعض التسلية، وهكذا يمضي في بحث يائس عن الزيت الذي فقده. المخرج لؤي فاضل وفيلم "أحمر شفاه"، الذي تدور أحداثه في إحدى ثانويات بغداد للبنين، حيث تهيمن على الفتية المراهقين تخيّلات عن مدرستهم أثناء حصة الثقافة الجنسية، بينما يبقى علي ساذجًا وكثير النسيان، لا يحلم إلا بامتلاك زوج من الأحذية الرياضية الغالية. المخرج العراقي أحمد ياسين، وفيلم "أطفال الله"، لنشارك مشاعر ذلك الفتى الذي بُترت ساقاه، ويُراهن بجميع ما يملك على فوز "فريق البنات" على "فريق البنين" في مباراة كرة القدم، وذلك كلّه كي يلفت انتباه فتاة مُولع بها، وهي حارسة مرمى “فريق البنات".