أحيا مساء الخميس بالجزائر العاصمة كل من المغني وقائد الجوق والموزع الموسيقي الجزائري أمين دهان وعازف البوق والمغني الأمريكي المعروف بموسيقى البلوز والفانك والسول بوني فيلدز حفلا فنيا ساهرا ضمن آخر ليلة من الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي لموسيقى الديوان. واستهل الحفل الذي استمر لحوالي الأربع ساعات وعرف حضور جمهور غفير من مختلف الأعمار أمين دهان الذي أمتع جمهور قاعة ابن زيدون بغنائه وعزفه الجميل على الأورغ حيث أدى باقة فنية متنوعة مزج فيها بين الديوان وطبوعا أخرى كالجاز والقناوة ميزها أيضا بعض الألحان الهندية والتارقية. فعلى أنغام القمبري والقارقابو والكالباص والعود والطبلة وأيضا الباص والساكسوفون والآلات الإيقاعية وغيرها أحسن الفنان الذي رافقته فرقته الموسيقية المكونة من 8 موسيقيين في أداء بعض أغانيه التي عرف بها ك"الله يا ربي مولايا" و"داوي" و"أما" و"صابر صابر" وأخرى غيرها. وقال أمين دهان عقب عرضه أن أداء أغانيه في الحفل الذي غلبت عليه الآلات الغربية راجع ل"عدم تمكنه من جلب بعض الآلات التقليدية الخاصة بموسيقى الديوان" ولكن هذا -يضيف الفنان- "لم يغيب طبع الديوان وهذا لأن الموسيقى ليست فقط آلات وإنما أيضا ألحان وأصوات". وكان لدخول بوني فيلدز وفرقته "بوني فيلدز آند ذ بونس بروجكت" الأثر الأكبر على الجمهور حيث راح هذا الأخير يرقص ويهتدف ويغني بمجرد صعوده المنصة فألهب محبيه بأغانيه الشهيرة على غرار "غاتاب" (قم) و"آي وونناو" (أريد أن أعرف) و"جورجيا" لري تشارلز بالإضافة ل"تايمز آر تشانجين" (الأوقات تتغير) من ألبومه الأخير "تشانجين فور ذ فيوتشر" (التغيير لأجل المستقبل) وغيرها. وقد تسنى للحضور ليس فقط اكتشاف موهبة هذا الفنان القادم من شيكاغو وفرقته المتعددة الجنسيات وإنما أيضا حضوره الرائع على الخشبة وتفاعله العفوي مع الجمهور ورقصاته وملابسه المميزة وخصوص قبعته الحمراء المعروف بها. وفي لقاء له مع الصحافة عقب الحفل عبر بوني فيلذز عن "سعادته الكبيرة بتواجده في الجزائر مرة أخرى ولقائه لجمهورها الذواق" مبديا إعجابه بموسيقى الديوان ومضيفا أنه "بصدد إدخال بعض الموسيقى الجزائرية في ألبومه القادم". وقد عبر بعض الحضور لواج عن إعجابهم بهذه الدورة وخصوصا "التلاقي الحاصل بين موسيقى الديوان والأنواع الموسيقى العالمية الأخرى" معتبرين أن هذا الأمر "من شأنه جعل موسيقى الديوان تصل إلى العالمية". وقال محافظ المهرجان شويحي مراد في رد على سؤال حول التواجد الكبير لمختلف الطبوع الموسيقية في تظاهرة مخصصة فقط لموسيقى الديوان أن المهرجان "هدفه الإنفتاح على الموسيقى العالمية والتعريف بموسيقى الديوان على المستوى الدولي ولكن مع الحفاظ على أصالتها وتميزها". وكان المهرجان الثقافي الدولي لموسيقى الديوان الذي افتتح في 27 سبتمبر الماضي قد عرف مشاركة فنانين عالميين من الولايات المتحدة وغينيا ومالي إلى جانب فرق ديوان جزائرية.