مهرجان "أبها يجمعنا"

في كل موسم من مواسم الصيف، تتيح المهرجانات الفنية التي تقام في مناطق المملكة المختلفة الفرصة أمام أصحاب المواهب الحقيقة في عرض منتجاتهم الجمالية على اختلاف نوافذها، فعلى مسرح المفتاحة وضمن فعاليات مهرجان "أبها يجمعنا" عرض الشاب طارق آل زاهر قبل أيام فيلمه "زفيف"، ليحظى بإقبال جماهيري كبير، وإشادة بفكرة الفيلم وطريقة تنفيذه.

آل زاهر تحدث عن هذا الفيلم بقوله: فيلم "زفِيفْ" فكرتي وتنفيذي، وبطولة الطفلة غلا آل جلالة. وهو فيلم قصير إبداعي استغرق تصويره تسعة أشهر، وهو في الأصل عبارة عن لقطات فوتوغرافية متتابعة تكون لنا المشهد السينمائي وقد اعتمدت في تصوير الفيلم بشكل كبير على الطائرة بدون طيار وقمت بتصوير الفيلم على عدة مراحل أرضية وجوية، حيث يأخذ المشاهد نحو الآفاق الرائعة في السماء ليفتح بابًا على الأرض وتضاريسها الجغرافية وتنوعها المكاني.. إضافة الى أنك تلمس السماء بإصبعك، وتتمعن في تجاعيد الجبال؛ وأن تشم رائحة الغيم وأنت على أكتافه تجربة تتذوقها وأنت تشاهد الفيلم، وقد شارك في الفيلم الخطاط عبدالمجيد الشهري بلوحة فنية تحمل اسم "زفيف" كتبت بالخط الفارسي، وأشرف على موسيقى الفيلم الفنان عبدالله القرني، ووثق مراحل تصوير الفيلم المصور الفوتوغرافي عبدالوهاب آل فايع، وصمم بوستر الفيلم الدكتور عيسى عسيري.

ويتابع آل زاهر حديثه بقوله: "زَفيِفْ"عين لا تعرف التزييف، فكل شيء من السماء مختلف؛ حتى العين التي تحدق في أرواحنا؛ وبيوتنا؛ وكل حياتنا؛ تشاهدنا كما نحن؛ بأحجامنا الطبيعية؛ بعيدا عن أي محاولة لتغيير الواقع وتجميله؛ ربما أننا أجمل حينما نكون على سجيتنا دون محاولة للبحث عن الكمال غير الموجود؛ لكن المؤكد الذي لا يختلف عليه اثنان أن الأرض والطبيعة لا تعرف مساحيق التجميل المصطنع؛ فهل تأملنا مقدار جمالها ولو لمرة واحدة؛ وهل حدقنا إلى ما هو أعلى من رؤوسنا؛ وإلى ما هو أعمق من سطحية روتيننا؛ هذه المرة سنحدق ولكن بعين "زَفِيفْ" الصادقة. ويعتبر هذا الفيلم أول فيلم أقوم بتصويره بشكل كامل. وكانت لي عدة مشاركات في تصوير الأفلام من خلال عملي في مجموعة أم بي سي وأيضًا كنت عنصرا رئيسا في تصوير فيلم هيفاء الذي يتحدث عن مدينتي أبها.

ويشير آل زاهر إلى الصعوبات والعقبات التي صادفها ومن أبرزها تمويل العمل على حسابه الخاص، قبل أن ترعى شركة دهانات الجزيرة العمل، مزجيًا شكره لكل من ساهم في تذليل كل الصعاب التي واجهته، ومبديًا سعادته كذلك بما حظي به الفيلم من اهتمام الجمهور الذي تجاوز خلال العروض الخمسة الأولى (2000) شخص.