أمستردام – العرب اليوم
احتفل الهولنديون بعيد الملك، أحد أهم الأعياد الوطنية في هولندا, وسط إجراءات أمن مشددة وأحوال جوية سيئة عكرت صفو أجواء الاحتفالات في عموم هولندا, التي اعتادت الاحتفال بهذا العيد منذ حوالي قرن وربع من الزمن.
ملك البلاد ويليام ألكسندر اختار الاحتفال هذا العام مع عائلته في مدينة زفولا وسط شرق هولندا، التي تزينت كغيرها من المدن الهولندية باللون البرتقالي، وهو "اللون الوطني" في هولندا لصلته باسم عائلة أورانيا الحاكمة الذي يعني في اللغة الهولندية "البرتقال".
وقد تغير التوقيت السنوي لاحتفال الهولنديين بـ"عيد الملكية" عبر التاريخ، إذ بدأ الاحتفال به في 31 أغسطس/آب 1885، وفي منتصف القرن الماضي احتفل به في 30 أبريل/نيسان، ومع وصول الملك الحالي أصبح يوم 27 أبريل/نيسان هو يوم الاحتفال الذي تتوحد فيه كل أنحاء البلاد بالبرتقالي على إيقاع الموسيقى والرقص.
"الكراكيب" تعرض عشوائيا من دون تكاليف الحجز
لكن الغريب حقا هو أن ميزة هذا العيد وفرادته لا تقتصر على أجواء الفرح والمرح، بل تشمل وجه آخر أكثر طرافة وغرابة، حين تستغل هذه المناسبة الوطنية ليفترش الناس الشوارع والحدائق ليعرضوا ما تحويه منازلهم من كراكيب منزلية وأشياء قديمة وبالية لم يعودوا بحاجة لها، ويشتهر هذا السوق العشوائي الذي يقيمه الناس في كل مكان بتسميته "الرومل ماركت" أي سوق الفوضى.
التحصيل الضريبي
تعد هولندا من أكثر البلاد ارتفاعا في التحصيل الضريبي في العالم، لذلك فإن عرض "الكراكيب" في أسواق عشوائية من دون تكاليف الحجز إضافة إلى الإعفاءات الضريبية في يوم الملك فرصة كبيرة للأثرياء ومحدودي الدخل لأنهم يوفرون أجور النقل والتحميل أو رسوم الاشتراك في الأسواق الشعبية التي تقام في باقي أيام السنة ويدفع فيها الناس أجور حجز مكان العرض وغيرها.
الملاحظ أن المردود الذي يمكن أن يجنيه كثير من الهولنديين في هذا اليوم من كراكيبهم هو مبلغ غير كبير، وعامة يمكن القول إنه قد لا يقل عن عشرين يورو وقد لا يتجاوز الـ100 يورو في أحسن الأحوال لأغلب البسطات، ولكن رغم ذلك يخبئ الهولنديون أشياءهم المستعملة سواء كانت ملابس أو لعب أطفال أو أدوات مطبخية أو أثاثا منزليا من عيد الملك إلى عيد الملك الآخر.
للأطفال مشاركات بارزة في عيد الملك
هذا هو العيد الثاني الذي تشارك فيه الطفلة سارة دومن في بيع ألعابها القديمة، ورغم سوء الأحوال الجوية تقف مستمتعة وهي تفاوض الأهالي على سعر اللعبة، تقول سارة إنه يوم جميل نتخلص فيه من ألعابنا القديمة ونتواصل مع الناس.
سيجد زوار أسواق الفوضى أنفسهم في عيد الملك بهولندا أمام طرق عرض طريفة لكراكيبهم، فأحدهم يعرض الملابس على منشر غسيل, وقد تجد طفلا يدعوك لمنافسة في لعبة الجودو مقابل يورو واحد، وأطفالا يلهون بألعابهم قبل أن يبيعوها وتعزف الموسيقى بجانبهم والناس يرقصون.