معهد العالم العربي في باريس

افتتح المؤلف الموسيقي الفرنسي اندريه مانوكيان مساء الخميس الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الموسيقي السنوي الذي ينظمه معهد العالم العربي في باريس، والتي سلطات الضوء هذا العام على الجاز الشرقي.ويستمر المهرجان حتى الخامس عشر من حزيران/يونيو مقدما لجمهوره مؤلفين وموسيقيين من العالم العربي ومن دول غربية ممن اصبحوا سفراء لهذا النوع من الموسيقى.وتنقل المهرجان على مدى سنواته الماضية بين الأنواع الموسيقية المختلفة، واحتفى بآلات معينة مثل آلة العود.وهذا العام، يحتفي المهرجان بالجاز الشرقي الناتج عن تلاقح الموسيقى العربية مع فن الجاز الذي انتقل الى البلدان العربية في الخمسينات بعد ولادته في بداية القرن العشرين.
ويقول محمد متالسي مدير الأنشطة الثقافية في معهد العالم العربي لوكالة فرانس برس بمناسبة افتتاح المهرجان "هناك قاسم مشترك بين الجاز والموسيقى العربية، إنه الارتجال".وانطلق المهرجان مساء الخميس بحضور رئيس المعهد جاك لانغ في قاعة غصت بالحاضرين، وكان الافتتاح مع معزوفات اندريه مانوكيان التي تمتزج فيها الموسيقى التقليدية والكنسية لارمينيا، البلد الواقع في منتصف الطريق بين الشرق والغرب، والذي يتحدر منه مانوكيان.ولم يكف اندريه مانوكيان خلال عرضه الذي حمل اسم  "أرمينيا في القلب" عن إطلاق النكات والحكايات الساخرة والفلسفية حول عمله وموسيقاه والمشارب التي يستوحي منها أعماله وخصوصا الموسيقى الأرمنية وموسيقى أجداده.
وتعلم مانوكيان البيانو وهو في السادسة، وبات يتمتع بشهرة واسعة في فرنسا، خصوصا بعد مشاركته كعضو في لجنة التحكيم في برنامج للهواة على التلفزيون الفرنسي، وبعد أن ألف أغاني لمغنين كثر مثل ليان فولي وشارل أزنافور وجيلبير بيكو وجانيت جاكسون ونيكول كروازيل وآخرين.ولاقى البومه الخاص الاول لموسيقى الجاز نجاحا كبيرا عام 2010. بعد ذلك أسس مهرجانا للجاز في شاموني شرق فرنسا.وهو اختار أن يقدم في معهد العالم العربي مقطوعات مع رباعي من آلات البيانو والإيقاع والغيتار الكهربائي والناي.
وعلق مانوكيان على الحكايات التي رواها قبل تقديم كل قطعة في العرض قائلا "انه الجانب الشرقي من شخصيتي، نحن نحب كثيرا رواية الحكايات".
وسيقدم مهرجان "شرقيو الجاز" عروضا لعدد من الاسماء المعروفة في عالم الموسيقى ومن مشارب مختلفة، منهم عرض "ياسمين" لعازف الكونترباص هوبير ديبون بمرافقة نيسم جلال التي ستعزف على الناي، والحفل من وحي التغيرات في تونس وما حملته من وعود الياسمين، وعرض بعنوان "لمعات جزائرية برازيلية" تقدمها انيسة بن صلاح التي ولدت في هاييتي قبل ان تنتقل الى دكار وبيروت ثم الى باريس حيث درست الموسيقى وأخرجت البومها الاول العام الماضي، وعرض للشاب التونسي جاسر حج يوسف بعنوان "الكمان المجنون".
ومن المشاركين في المهرجان ايضا مجموعة "ميتا" التي تجمل اسم مؤلف من اصول افريقية جمع حوله موسيقيين على الساكسوفون والناي، ومجموعة مصرية فرنسية تقدم عملا يمزج الرقص والغناء على انغام الجاز، وفريق "اسمرين" الكندي التركي.وسيكون ختام المهرجان مع اللبناني توفيق فروخ وعمله الأخير "سينما بيروت" الذي يحكي سيرة مدينته في لغة موسيقية يقودها على آلة الساكسفون.