مهرجان الساحل الشرقي

يعيد مهرجان الساحل الشرقي الثالث المقام بالواجهة البحرية بالدمام إلى ذاكرة زواره العديد من المهن والحرف التي اندثرت عبر السنين من خلال الأركان المختلفة التي يضمها ،وتشهد إقبالا كبيرا من الجمهور للاطلاع عن كثب على عمق ارتباط أهالي المنطقة الشرقية بالبحر ومعرفة طبيعة الحياة فيها قديما. 

ويسرد المهرجان لزواره حكايات طويلة للبحارة مع أمواج البحر من خلال ما يرويه أحد " الطواشين " الذي يتجمع حوله الزوار حيث يحدثهم عن قصة اللؤلؤ في الخليج العربي وعلاقة البحارة به ، مبرزاً أمامهم نماذج من اللآلئ ، مثل "الدانة" و "الحصباة " وكيفية قياس وزن اللؤلؤ بالمثقال عن طريق ميزان حساس للغاية بمثابة المصافي والغرابيل يعرف بواسطتها أحجام اللآلئ ، وتحديد أوزانها وأثمانها. 

ويبين المهرجان مدى ارتباط أهل المنطقة الشرقية بالبحر والعلاقة الوطيدة المستمرة منذ القدم ، حيث كانت رحلات غوصهم تبدأ في فصل الربيع برحلة قصيرة تسمى " الخانجية " وتستمر (30 ) يوماً ، يعقبها الموسم الرئيسي للغوص الذي يسمى بـ " الغوص العود " أي الكبير ويستمر(130 ) يوماً ويسمى " الدشة " أو " الركبة " مبيناً أنه في نهاية الرحلة التي تعود فيها السفن إلى الديار يطلق عليها " القفال" والمقصود بها احتفالية تقام للقاء الغائبين على طول شواطئ الخليج ،يشارك فيها النساء والأطفال فرحين بعودة سفن الغوص بعد غياب طويل ، وتطلق هذه الكلمة على موعد نهاية الغوص ومعناها العودة. 

ويشرح المهرجان السبب وراء انصراف الغواصين إلى مهن أخرى وهو اكتشاف النفط وظهور اللؤلؤ الياباني الصناعي حيث قلت أرباح استخراج اللؤلؤ عن ذي قبل ، ومن ثم انصرف الغواصون إلى مهن تكسبهم لقمة العيش ، إلا أن اللؤلؤ الطبيعي وبالرغم من ذلك لا يزال يحتفظ بأهميته في المنطقة الشرقية ومناطق الخليج الأخرى . 

ومن المعلوم أن " الطواش " هو تاجر اللؤلؤ الذي يقوم بالترحال على سفن الغوص للبحث عن اللؤلؤ ، كما أنه رئيس فريق البحارة على السفينة التي يبحرون بها ، وهو المسؤول عن تحديد موعد بدء السفر وانتهائه وتحديد المدة التي يمكث فيها البحارة خلال الرحلة.