اللاذقية-سانا
غلبت الفقرات الثقافية ذات الطابع الوطني على مختلف فعاليات اليوم الأول من مهرجان الغار السياحي الذي تقيمه مديرية سياحة اللاذقية بالتعاون مع فرع منظمة طلائع البعث والذي حمل اسم سوا منعمرها في إشارة إلى عزيمة السوريين لإعادة إعمار بلادهم بسواعدهم وخبراتهم وتلاحمهم مع بعضهم البعض.
إنها رسالة سلام يقول الدكتور وائل منصور مدير سياحة اللاذقية في حديثه لنشرة سانا سياحة ومجتمع لافتا إلى أن اختيار اسم الغار لإطلاقه على المهرجان نابع من تفاؤل السوريين بالنصر القريب الذي سيكلل جباه الجيش العربي السوري ليعود السوريون لحياتهم الطبيعية التي يسودها الأمن والأمان في جميع أنحاء بلدهم.
ويضيف يقام مهرجان الغار احتفالا باليوم العالمي للسياحة الذي تشارك سورية بإحيائه في كل عام على اعتبار أنها جزء من المنظومة العالمية وهو فرصة لإعادة تسليط الضوء على محافظة اللاذقية كمعلم سياحي مهم لم يفقد ألقه خلال الأزمة مشيراً إلى أن المهرجان يستمر يومين ويضم عدداً كبيراً من الفقرات الفنية والبيئية والسياحية ويعتمد على التشاركية مع الجهات المعنية والمجموعات الشبابية لإنجازه بالشكل الأمثل ليكون رسالة وفاء لشهداء الوطن بأننا مستمرون في السير على درب السلام الذي عبدوه بدمائهم الطاهرة وبذلوا الغالي والرخيص لنكون معا بأمن وسلام في هذا الحدث العالمي.
وأكدت عفاف خيربك رئيسة مكتب المسرح والموسيقا والفنون الجميلة في فرع طلائع البعث في اللاذقية أهمية وجود أطفال المنظمة ضمن هذه المناسبة وذلك لتكريس دورها الفاعل في جميع الأنشطة والاحتفاليات المجتمعية حيث تم تنظيم فعالية السائح الصغير التي تتضمن فقرات فنية وتراثية منوعة تحاكي تراث محافظة اللاذقية بالإضافة لإطلاق عدد من الزيارات لمواقع أثرية لتعريف الأطفال ومنتسبي المنظمة عليها ليكون كل طفل دليلاً سياحياً قادراً على نشر ثقافة تتعلق بتاريخ بلده ضمن الوسط الذي يعيش فيه.
وقالت سعينا إلى إقامة معرض فني منوع يتحدث أيضا عن تراث اللاذقية وتقاليده المجسدة بأعمال ولوحات أنجزها الأطفال بأيديهم الصغيرة وذلك لحماية تراثنا المحلي بغرس جذوره عميقاً لدى الأجيال الفتية لتحمل بدورها مهمة الحفاظ عليه وصونه.
بدوره أشار ياسر علي مدير مركز نينوى للموسيقا والرسم إلى أن مشاركة مجموعة نينوى في الاحتفالية كانت من خلال تقديم فقرات غنائية مترافقة مع عزف موسيقي للأطفال الذين وصل عدد المشاركين منهم إلى 45 طفلا وطفلة تراوحت أعمارهم بين 7 و 14 عاماً يجيدون العزف على عدد كبير من الآلات الموسيقية حيث قدم جعفر ناصر وهو أحد مغني المركز المتميزين عدداً من الأغاني الوطنية التي ارتأت المجموعة الاقتصار على تقديمها لأنها أفضل ما يناسب الحدث الوطني بإمتياز.
أما عقبة وكيل مدير فرقة أوغاريت ومخرج الحفل فأوضح أن الفرقة قدمت فقرة عن البيئة الشامية تتحدث عن عادات دمشق القديمة وتراثها وتاريخها الاجتماعي مستدركا بالقول رغم أن اللاذقية تحتضن الفعالية إلا أن دمشق تحتل مكانة في قلب كل سوري ولاسيما أن العرض نال جائزة العرض الجماهيري الأول في مهرجان الجزائر 2012 نظراً لحرفية أعضاء المجموعة في تجسيد الأفكار التي تؤكد أن سورية هي أرض السلام ومهد الديانات التي انتشرت في جميع أنحاء العالم.
وتأتي مشاركة مجلس الشباب السوري ضمن فعاليات المهرجان من خلال عرض فيلم تسجيلي يتحدث عن اللاذقية وأبرز معالم الجذب السياحي التي تمتلكها حيث يقول تمام معلا منسق العلاقات العامة في المجلس أن المجموعة دعيت للمشاركة في المهرجان بناء على شراكات سابقة مع مديرية السياحة في عدد كبير من الفعاليات السابقة على اعتبار أنها جهة شبابية فاعلة على الأرض في الجوانب الثقافية والفنية والإنسانية.
وأضاف من المهم تعزيز مفهوم التعاون بين المجموعات الشبابية مع المؤسسات الحكومية وعلى اعتبار أننا ندير مهرجان خطوات السينمائي تم تكليفنا باختيار فيلم مسجل يناسب الحدث فوقع الاختيار على فيلم اللاذقية للمخرج عصام خليل الذي عرض في الدورة الأولى لمهرجان خطوات وهو عمل سينمائي قصير مدته 13 دقيقة يسلط الضوء على أهم النقاط والمنتجعات السياحية في اللاذقية وريفها بالإضافة للقلاع والأماكن الأثرية وحركة الناس في السوق وصور حيوية لحفلات فنية وشعبية أي أنه عبارة عن بانوراما مصغرة تجسد اللاذقية كمنارة سياحية حقيقية على ساحل المتوسط.
من جهتها عبرت كندة نصار رئيسة مجموعة درب الشبابية التطوعية عن حماس المجموعة للمشاركة في احتفالية الغار التي تعد بحق احتفالية وطنية جذبت عددا كبيراً من الجمهور المتعطش للفرح فالشعب السوري معروف بحبه للحياة.
وتجلت مشاركة مجموعة درب بحسب نصار بمعرض تصوير ضوئي للمهندس سامر حمادة وهو أحد متطوعي درب الذي جسد في صوره المواقع السياحية في المحافظة وأهم نقاط الجذب فيها بالإضافة لآثار الدمار التي لحقت ببعضها نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأكدت نصار أن عنوان المعرض وطننا في عيوننا يجسد كيف يرى شباب درب والشباب السوري لاذقيتهم الحبيبة التي ستبقى عروس الساحل بشعبها الطيب وتراثها العريق.
ويستمر المهرجان يومي 28 و 29 أيلول حيث تتضمن فعالياته زيارة لمقبرة الشهداء في بسنادا وحملة بيئية لتشجير الغار إضافة لمعارض فنية وتراثية يحتضنها المتحف الوطني في المحافظة حيث ستبقى المعارض متاحة لزيارة الجمهور حتى نهاية الأسبوع الحالي.