غياب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن افتتاح مهرجان بايروت

يثير غياب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن افتتاح مهرجان بايروت الشهير للاوبرا الذي ينطلق الجمعة، للمرة الاولى منذ عشر سنوات، جدلا كبيرا بعد نسخة العام الماضي التي واجهت انتقادات كبيرة خلال احياء الذكرى المئوية الثانية لمولد الموسيقي الالماني ريتشارد فاغنر.

ومنذ تسلمها مهامها في 2005، لم تفوت المستشارة الالمانية اي افتتاح لهذا الحدث الموسيقي والاجتماعي الذي يقام في صيف كل عام في منطقة بافاريا جنوب المانيا والمخصص بالكامل لاعمال فاغنر. وتحدثت ميركل هذا العام عن "تضارب في المواعيد".

وتعتزم ميركل التي يمثل مهرجان بايروت مناسبة نادرة لها للظهور بفستان سهرة بعيدا عن ملابسها التقليدية، المشاركة في فعاليات المهرجان في وقت لاحق، على ما اكد المتحدث باسم هذا الحدث الثقافي بيتر ايمريش.

الا ان بعض الهمسات في اوساط القيمين على المهرجان تعزو سبب غياب ميركل عن هذه الدورة الى المسرحية التي سيتم عرضها في افتتاح الدورة الـ103 هذا العام من اخراج الالماني سيباستيان باومغارتن الذي حشد اجماعا ضده منذ تسلمه مهمة اخراج الاعمال المعروضة في المهرجان في 2011.

وفي هذا الاطار، اعتبرت صحيفة "فرانكفورتر المايني زايتونغ" ان مهرجان بايروت بات يعاني "تصلبا في الشرايين الفنية" وأضحى "مثيرا للاهتمام تقريبا كالبيرة الفاقدة للطعم".

ومنذ زمن طويل، تثير خيارات المخرجين انقساما لدى محبي اعمال الموسيقي فاغنر الذين يجتازون سنويا التلة الخضراء التي يربض عليها مسرح "فستسبايلهاوس" الذي صممه المؤلف فاغنر نفسه لعرض اعماله عليه.

وبدل ان يساهم في اسكات الاصوات المنتقدة، ادى تسلم حفيدتي احفاد ريتشارد فاغنر، كاثارينا فاغنر وايفا فاغنير باسكييه، رئاسة المهرجان في 2009 الى تأجيج الانتقادات الى مستوى غير مسبوق.

وفي العام التالي، تولت كاثارينا التي تعمل اصلا مديرة مسرح، لوحدها مقاليد رئاسة المهرجان. الا ان الجهات المنتجة التي تتعاون معها لم تثر يوما اعجابا كبيرا.

ومن بين هؤلاء المخرجين المسرحيين، طبع الالماني فرانك كاستروف نسخة العام 2013 بمسرحته المثيرة للجدل لرباعية "رينغ" الشهيرة لفاغنر والتي قدمت بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لمولد المؤلف الالماني.

وقد اثار هذا العرض انتقادات وصيحات استهجان لدى الجمهور المعروف بتحفظه اجمالا في مهرجان بايروت والذي ساءه بعض المشاهد في هذا العرض الاشبه بافلام كوينتن تارانتينو.

اما كاستروف الذي تمت تسميته بشكل متأخر لاخراج الرباعية بعد محاولة اولى مع المخرج السينمائي فيم فندرز، فقد اشار العام الماضي الى انه لم يكن لديه الوقت الكافي لانجاز العمل.

الا انه اتهم هذا العام في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" المديرتين لمهرجان بايروت بأنهما عاملتاه كأنه "ابله" وبأنهما تهيمنان على المهرجان عبر اشاعة اجواء من الخوف والتهويل شبيهة بما كان يحصل في المانيا الشرقية السابقة.

والمح المخرج المسرحي الى امكان خوض معركة قضائية معلنا انه استشار المحامي والناشط في اليسار المتطرف غريغور غيسي في هذا الخصوص.

وبدأ تراجع الحماسة لدى الجمهور والنقاد لمهرجان بايروت يتجلى بتراجع عدد البطاقات المباعة لحضور المهرجان، في مؤشر خطير لهذا الحدث الذي كان يقام سنويا في قاعات تعج بالجمهور.

وعادة ما تلقى بطاقات مهرجان بايروت اكبر اقبال لدى جمهور الاوبرا والموسيقى الكلاسيكية في العالم مع تسجيل قوائم انتظار تصل الى عشر سنوات واكثر.

لكن هذا العام، في حين عرضت البطاقات للبيع مباشرة عبر الانترنت، لم تنفد كامل هذه البطاقات على الفور خلافا للعادة. ولا يزال هناك امكانية لحجز اماكن لعروض الاسبوع المقبل.

ويستمر مهرجان بايروت حتى 28 اب/اغسطس ويتضمن في المجموع 30 عرضا لسبعة اعمال اوبرالية.