انتقد فنانون مشاركون في فعاليات النسخة الثانية من مهرجان ربيع المسرح العراقي بمدينة الديوانية، (180 كم جنوب العاصمة بغداد)، اليوم الأربعاء، "إهمال" وزارة الثقافة للبنية التحتية اللازمة للفعاليات الفنية، وافتقار المحافظة لمكان ملائم لإقامة المهرجان الذي يحظى بمشاركة عربية ومحلية واسعة. وشارك في فعاليات مهرجان ربيع المسرح العراقي بنسخته الثانية (هادي رديف)، التي انطلقت صباح اليوم، على قاعة قصر الثقافة والفنون في الديوانية، فرق من أربع دول عربية، هي لبنان ومصر وتونس والمغرب، وأخرى من أربع محافظات عراقية هي البصرة وذي قار وبابل والأنبار، فضلاً عن فناني المحافظة، كما حضره عدد من وسائل الاعلام بينها (المدى برس). نقيب الفنانين: مهرجان ينطوي على رسائل عدة وقال نقيب الفنانين العراقيين في الديوانية، حليم هاتف، في حديث إلى (المدى برس)، على هامش المهرجان، إن "نجاح النقابة في دعوة ضيوف عرب للمشاركة في فعاليات المهرجان، يشكل منجزاً مهماً وكبيراً لنعرف بتاريخ مدينتنا وحضارتها وطاقاتها الفنية والإبداعية"، مشيراً إلى أن "نجاح النسخة الأولى من مهرجان ربيع لمسرح العراقي في العام 2012 المنصرم، حفزت الفرق العربية للمشاركة في نسخته الثانية". وأضاف هاتف، أن "تونس ومصر والمغرب، تشارك في المهرجان بأعمال مسرحية فضلاً عن أربعة عروض أخرى عراقية من البصرة وذي قار وبابل والأنبار"، مبيناً أن "فروع نقابة الفنانين اشترطت على الفرق المشاركة حصول أعمالها على جوائز محلية أو عربية للمشاركة في المهرجان الذي انطلق اليوم". وأوضح نقيب الفنانين العراقيين في الديوانية، أن "مشاركة محافظة الأنبار في عرض مسرحي يشكل تجسيداً للوحدة الوطنية ومدى تلاحم أبناء الشعب العراقي مثلما يمثل رداً واضحاً من شأنه إفشال جميع المراهنات على تجزئة أبناء الشعب الواحد"، داعياً "وزارة الثقافة إلى الاهتمام بقصر الثقافة والفنون بالمحافظة الذي لا يليق بالفرق المشاركة وأعمالها المسرحية". فنانون: ما الداعي لإقامة المهرجان في مكان بائس يفتقر للمستلزمات الضرورية من جهتها أعربت مصممة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، هناء عبد الله، في حديث إلى (المدى برس)، عن "الألم والحسرة من جراء الواقع المزري لقصر الثقافة والفنون في الديوانية"، عادة أن من "المعيب أن تكون المقاعد في قاعة العرض محطمة والمسرح  عبارة عن انقاض والقذارة تملئ غرف تبديل الملابس والكواليس".   وقالت عبد الله، إن من "المؤسف حقاً أن تكون حال قصر الثقافة والفنون بالديوانية على ما لمسناه وشاهدناه في حين ينبغي أن يكون مكاناً يشيع الرقي والذوق على غرار ما هو سائد في أنحاء العالم"، لافتة إلى أن "مسرح القصر كان أفضل كثيراً العام 2012 المنصرم، مما هو عليه هذا العام، الأمر الذي اضطرنا إلى تنظيفه حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل لنتمكن من إجراء التمارين وتقديم العروض". وتساءلت مصممة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية "لماذا أهمل قصر الثقافة والفنون في الديوانية بهذا الشكل المؤسف، برغم وجود طاقة فنية كبيرة بالمحافظة، وكيف تم اختياره لإقامة مهرجان تحضره فرق عربية ومحلية معروفة"، مشددة على "ضرورة عدم إقامة مثل هذا المهرجان الكبير، في ظل عدم إمكانية تهيئة خشبة العرض أو كواليس الممثلين والإضاءة والصوت وغيرها من المستلزمات الضرورية". وأكدت مصممة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، هناء عبد الله، على أن "بقاء وضع قصر الثقافة والفنون في الديوانية على هذه الحال سيمنعنا من المشاركة في المهرجان العام المقبل". ويقول الفنان جلال كامل، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الديوانية أثرت الساحة الفنية والأدبية والثقافية العراقية بكثير من الأسماء التي أبدعت وتألقت"، مضيفاً أن "إقامتها المهرجان يدلل على غزارة ثروتها الفنية"، معرباً عن أمله في أن "تحافظ على المهرجان وتديم إقامته سنوياً". وذكر كامل، أن هنالك "هوة كبيرة بين الطاقات الفنية المتوافرة في الديوانية والبنية التحتية"، معرباً بدوره عن "الأسف لإقامة مثل هذه التظاهرة الفنية في مكان غير لائق". فنان لبناني: ضعف الإمكانيات لا يؤثر على عطاء الفنان على صعيد متصل، رأى فنان لبناني، أن هنالك تشابهاً في الحال بين بلده والعراق، مؤكداً أن ضعف الإمكانيات "لا يؤثر على عطاء الفنان". وقال الفنان اللبناني بيار عبد الكريم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التجربة العراقية واللبنانية لا تختلفان عن بعضها البعض"، مشيراً إلى أن "الكرسي المكسور أو الضوء الخافت لا يمكن له التأثير على عطاء الفنان وإبداعه لأن المهتم بالفن يمكن أن يغض النظر عن الكثير من السلبيات في سبيل مشاهدة الأعمال الإبداعية". وتابع عبد الكريم، إن "إقامه العراقيين مهرجانات وتظاهرات فنية وثقافية، يعكس إصرارهم على زرع الفرحة والأمل في النفوس"، مستطرداً أن "البناء سيأتي تدريجياً لكن المهم روح الأمل والتفاؤل لدى الإنسان العراقي الذي أبدع في الميادين كافة". يذكر أن المهرجان افتتح بعرض أوبريت (بغداد والشعراء والصور) للفرقة الوطنية للفنون الشعبية، الذي يجسد وحدة أبناء الشعب العراقي وتلاحمهم بجميع أطيافهم ومكوناتهم، ويدعو إلى نبذ الفرقة والفتن التي يحاول الساسة زرعها و"تأجيجها" بين أبناء الشعب الواحد.   وكانت نقابة الفنانين العراقيين في الديوانية  قد أقامت مهرجان ربيع المسرح العراقي الأول نسخة الفنان الراحل رحيم ماجد، للمدة من 7- 12 من آذار 2012 المنصرم، بمشاركة أكثر من 150 فناناً من سوريا ولبنان ومصر والمحافظات العراقية.