الدار البيضاء ـ سمية ألوكاي
تحتضن مدينة الدار البيضاء يومي 29 و30 أيار / مايو المقبل في دار الفنون وبشراكة مع معهد"غوته" الألماني، مهرجان الحكايات التقليدية، ويضم المهرجان ورشات عمل مفتوحة متنوعة، ويلقي الضوء على فيلم "الحلقة" لصاحبه "توماس لادنبورغر" من أجل الغوص في بحر الحكايات التقليدية الموروثة عن الأجداد. ليلة حية في حضن دار الفنون، أرادت الإحتفاء بموروث شفوي تقليدي وإعادة الإعتبار للحكاية التقليدية التي تستوحي مواضيعها من تراث شفوي محلي والمسمى في المغرب بفن "الحلقة"، اختار توماس لادنبورغر مقاسمة فيلمه الوثائقي خلال هذا المهرجان بتصوير أناس يحترفون فن الحكي بساحة جامع الفنا المراكشية. واعتبر أن هذا التراث غير المادي يختزل سبع آلاف سنة من المعرفة بفضل التقاليد الشفوية، وأراد عبر ذلك توثيق تراث شفوي من أجل تركه إلى الأجيال المقبلة. ويعتمد هذا الفيلم الوثائقي أو فيلم فن الحكي في المغرب على شخصيات رئيسية وهما عبد الرحيم "حكواتي" وابنه زهير الذي يحلم في أن يصبح ممثلا في يوم ما ويجد في حكاية وسرد قصص متعة حقيقية وطريقة مثلى لتعلم أبجديات العمل المسرحي، غير أنه يخجل من إستجداء أبيه عطف وكرم زوار ساحة جامع الفنا طمعا في بضع دراهم، مقابل ما تجود به حنجرته من حكايات تقليدية، الفيلم يرافق زهير ويشد بيده من أجل التعرف على عالم يمجد التراث الشفوي، ما يجعله يتيه بين دروب هذا الفن، المهدد بالإندثار، ويخضع لقواعد محددة، وفي الآن نفسه يمثل نمطا ثقافيا تقليديا وذاكرة شعبية بحاجة إلى من يصونها ويحفظها من غدر الزمان.