مونتريال ـ ننا
افتتح المهرجان اللبناني في مدينة مونتريال الذي تنظمه وتشرف عليه أبرشية مار مارون في كندا بالتعاون والتنسيق مع رعاياها الموجودة من مدينة مونتريال ومحيطها.
حضر الافتتاح حشد رسمي، ديني وشعبي لافت. وتولى تقديم الحفل رولان الديك رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في كيبيك. وتوجه عدد من الرسميين بكلمات الثناء والتشجيع إلى منظمي المهرجان اللبناني والحضور مشددين على أهمية الدور الفعال الذي يلعبه اللبناني المهاجر أو الكندي من أصل لبناني، داخل المجتمع الكندي وقدرته على التأقلم الكامل مع المجتمع الذي استضافه، مضيفا مشاركة مميزة إلى ديناميكية الجماعة. وفي هذا الأطار، تحدث قنصل لبنان في مونتريال فادي زيادة الذي حث اللبنانيين في المهجر إلى ضرورة تسجيل أولادهم لمنهحم الهوية اللبنانية التي بها يفتخرون.
ثم توقف عضو المجلس البلدي في مدينة مونتريال عارف سالم ممثلا عمدتها دوني كودير على دور اللبنانيين داخل المجتمع الكندي لجهة إنمائه وأيضا على أهمية المهرجان اللبناني وأبعاده. كذلك كان لكلمة عمدة منطقة سان لوران آلان دو سوزا وقع مميز، ولا سيما أن منطقته تضم شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين اختاروها للسكن أو لإطلاق أعمالهم، فركز على دور هؤلاء في تنشيط البيئة الحاضنة لهم.
من جهتها، أعربت النائب من أصل لبناني ماريا موراني عن فخرها بالإنتماء الى المهرجان اللبناني وشددت على روح الشباب، فهنأت المنظمين على ديناميكيتهم في تفعيل الثقافة. كذلك فعل دافيد دو كوتي عضو مجلس بلدية لافال ممثلا عمدتها مارك ديمير (وهي أيضا تضم عددا كبيرا من أفراد الجالية اللبنانية) فأشاد بالمهرجان وبمنظميه مركزا على أهمية الحضور اللبناني.
أما صاحب السيادة راعي أبرشية كندا المارونية المطران بول مروان تابت فقال "أن لبنان لا يزال يحتضن مروحة واسعة من الثقافات الوافدة من شرق وغرب، كذلك هي كندا التي تمكنت عبر تفاعلها وتواصلها مع ساكنيها أن تلبس هوية مميزة بحيث يسعى الوافدون اليها الى استثمار ما يختزنوه من المواهب والخبرات. وما المهرجان اللبناني، إلا تأكيد على فوح عبير التآلف والإندماج، تتقارب فيه الأعراق والأجناس ويتوحد الجميع من خلال لغة كونية إلهية هي المحبة. وأوصى اللبنانيين في كندا على إبقاء العائلة متماسكة وإظهار الجوانب الثقافية والتربوية والعملية الأصيلة التي ورثوها وزرعها في أولادهم، بالإضافة إلى السعي باستمرار الى خدمة الجماعة والمجتمع والى عيش التوافق في التنوع. خاتما بشكر اللجنة المنظمة والمتطوعين.
وكانت لزيارة عمدة مونتريال دوني كودير في اليوم الثاني للمهرجان وقع مميز على المشاركين والحاضرين فتنقل في أرجاء الموقع باثا جوا من التشجيع والتقدير بفضل شخصيته المحببة وسرعة بديهته فشعر الجميع كبارا وصغارا أنه فرد منهم ولمسوا محبته الصادقة للبنان واللبنانيين.
وتخلل الحفل حلقات الدبكة رسمت بأجساد الشبان والشابات التي تلحفت بالعلم اللبناني لوحات جميلة متناغمة تمايلت عفويا على وقع الهوارة والدلعونا وغيرها.
وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، رفرفت أعلام لبنان عاليا في المنطقة. وأمت المكان وفود تكرم هذا الوطن المعروف بتراثه العريق وثقافته العالمية وحسن ضيافته ضمن لقاءات ثقافية، عروض موسيقية محلية، لواتح تية، رقصات فولكلورية ومسابقات. فكانت مسابقة المواهب الفنية الفتية والتي لاقت هذه الفقرة استحسانا كبيرا لدى الحاضرين.
حقق المهرجان اللبناني في مونتريال للمرة الثانية عشرة نجاحا بارزا بفضل جهود منظميه الذين بنوا خبرة ثمينة في هذا المجال على مدى الأعوام السابقة تدعمهم في مهمتهم المساعدة الكريمة لمئات المتطوعين من أبناء الجالية اللبنانية الذين يحيون عبر هذا الحدث السنوي ثقافة تعود جذورها إلى بداية العصور.