بيروت - العرب اليوم
ُيُنشر قريبًا كتاب جديد بعنوان "بين الائتمانيّة والدّهرانيّة .. بين طه عبد الرَّحمن وعبد الله العرويّ"، عن المؤسسة العربيّة للفكر والإبداع، بيروت، للدكتور طه عبد الرحمن.
يقول طه عبد الرحمن: "بل صار بعضهم – على شدّة ضعف زاده من المعرفة العلميّة عموماً والمعرفة الإسلاميّة خصوصاً – يدّعي الوصاية على المسلمين كافّة، فيُملي عليهم كيف ينبغي أن يفكِّروا في دينهم، ونيَّتُه المبيَّتَةُ إنَّما هي أن يُخرجَهم من هذا الدِّين من حيث لا يشعرون".
أضاف عبد الله العرويّ: "يقول إنَّه يُدرِّس المنطق في حين أنه يلقِّن صناعة المناظرة كما أرسى قواعدَها المتكلِّمون بهدف قمع الفكر النقديّ ( إذا أوردَ فَقُلْ...). المهمّ في عين هؤلاء ليس تلمُّس الحقّ بل التشكيك؛ اعتماداً على ما يبدو تناقضاً في كلام الخصم (...). يتظاهر البعض بهمِّ التأصيل في حين أنَّ الهدف الحقيقيّ هو احتواء الفكر الحديث."
وممّا ورد في مقدمة الكتاب:" بقراءة مشروع كلّ من طه عبد الرحمن وعبد الله العرويّ ينكشف الصدام الحادّ بين مَن أرد تبنِّي ما أتاحته الحداثةُ الغربيّةُ، ووجد في الماركسية خشبةَ إنقاذ، واعتبر طيَّ صفحة تراث الإسلام بدايةَ الثورة على العقل المطلق أي المؤيَّد بالوحي، والاحتكام إلى العقل المجرّد كما فعل الغرب، وبين من وِجهتُه تأسيس حداثة إسلاميّة تتوافق مع مجالها التداوليّ الإسلاميّ العربيّ؛ فتتحرّر من التبعيّة، وتستقلّ بتوجهاتها عن الحداثة الغربيّة، وتصبح هي البديل؛ وبذلك تعطي لتلك الصفحة التي يُراد طيُّها بُعْدَها الكونيَّ من منطلق أخلاقيّة الإسلام؛ الذي تتحقّق به لكلِّ من آمن به روح الحداثة".
وممّا ورد في الخاتمة: "ويبدو أنّه زاد من حِدّة الصدام بين الاتجاهيْن؛ شعور العروي أنَّ أفكار طه كانت حجرة عثرة أمام كل ما كان يطمح إليه؛ وأنّها أشعرته أنه استنفذ دوره التاريخي، وأنَّ تاريخانيته لم تكن سوى دهرانيّة ارتبطت بدُنانيّة وهميّة".