القدس المحتلة ـ بترا
كشف كتاب جديد نشر اخيرا عن جريمة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي بحق بدو النقب في العام 1972، حينما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق أرئيل شارون الذي توفي مطلع العام الحالي، قائدا للمنطقة الجنوبية. واورد الكتاب الجديد الذي كتبه المحرر السابق لصحيفة "هآرتس" دافيد لانداو، واستعرضت الصحيفة أهم ما جاء فيه في تقرير نشرته اليوم الاربعاء، ان شارون قام بإخلاء قسري لآلاف السكان العرب بغرض إجراء تدريب عسكري سري، وأجبرهم على الانتقال إلى منطقة بعيدة سيرا على الأقدام في أحوال جوية عاصفة شديدة البرودة تسببت بوفاة العشرات منهم. ووفق الكتاب، فان التدريب كان يقضي بنقل كتيبة مدرعة عبر حاجز مائي واسع، سمي "عوز"، وأجري التدريب الذي استمر ستة ايام تحت غطاء من السرية التامة، بحضور رئيسة الحكومة انذاك غولدا مائير، ووزير الأمن موشي دايان، ورئيس الأركان دافيد إلعيزر، الا انه وقبل اسبوعين من التدريبات أصدر قائد المنطقة الجنوبية أرئيل شارون الذي وضع الفكرة والتخطيط للتدريبات، أمرا عسكريا بإخلاء 30 ألفا من عرب النقب من المنطقة، ونفذت عملية الطرد في أحوال طقس عاصفة شديدة البرودة، ودون إنذار مسبق، فتسبب ذلك بعشرات الوفيات خاصة بين الأطفال والمسنين". ويستند الكتاب إلى بحث أجراه المستشرق والباحث الدكتور يتسحاك بيلي عام 1972، ونشر باللغة الإنجليزية، وسيصدر خلال العام الحالي بالعبرية. ويقول بيلي، الذي كان يجري بحثا عن حياة بدو النقب، أنه عرف بأمر الإخلاء من أحد مشايخ عائلة الطرابين الذي التقاه في العريش، وأخبره أن عددا كبيرا من ابناء القبيلة تم اخلاؤهم قسرا من مساكنهم في منطقة "أبو عقيلة"، واضطروا للسير عشرات الكيلومترات حتى وصولهم إلى "جبل حلال" وسقط منهم الكثير في الطريق. ويوضح أنه توجه للمنطقة التي قصدها الأهالي والتقى معهم وأخبروه أن جيش الاحتلال داهمهم وأمرهم بإخلاء المنطقة بشكل فوري، موضحين أن عملية الطرد استمرت ثلاث ليال، بحيث اضطر الأهالي للسير في ساعات الليل في برد الصحراء القارس الذي وصل إلى درجة صفر، حيث لقي نحو أربعين شخصا مصرعهم نتيجة البرد الشديد معظمهم من الاطفال وكبار السن. ويؤكد بيلي أنه وثق حوالي 28 قبرا صغيرا لأطفال. ويضيف " توجهت إلى القيادة العسكرية في العريش وتحدثت مع عدد من الضباط، وقالوا إن عملية الإخلاء تمت بأوامر من قائد المنطقة الجنوبية ارئيل شارون، الذي كان يخطط لاستخدام المنطقة التي أخلي سكانها للاستيطان الإسرائيلي".