القاهرة ـ أ.ش.أ
يرى السياسي العراقي فخري كريم أن تجربة الإخوان في مصر أثبتت أن الاسلام السياسي ليس بامكانه إلا انتاج نظام شمولي طائفي، معتبرا أنه لا يمكن للجماهير التي أجهزت على ديكتاوريات عربية أن تقبل بأقل من حياة دستورية كاملة. ويربط كريم في كتابه "الإخوان: الحقيقة والقناع" الصادر مؤخرا في 148 صفحة عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة بين تجربة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي في حكم مصر وتجربة نوري المالكي رئيس وزراء العراق" "فكلاهما حصن قراراته من الالغاء". ويتابع كريم في الكتاب نشوء فصائل الاسلام السياسي في كردستان العراق ومخاطرها، ويرصد مؤشرات الرهان الذي سعى اسلاميو العراق إلى اقراره بعد صعود الاخوان الى حكم مصر، ويقدم مقاربة عراقية لثورة 30 يونيو في مصر حيث تحولت تجربة الشعب المصري الذي يصفه بالعظيم الى مناسبة للمناحة والندم في العراق وسبب اضافي للخيبة والاستسلام، مشددا على أن هناك عناصر اختلاف بين النموذجين العراقيين والمصري، "حيث تسود في الحالة العراقية عملية تصفية للحركة الوطنية ورموزها معنويا وجسديا"ن على حد تعبيره. ويرى كريم أن العراق أصبح طائفيا بحكم هيمنة الإسلام السياسي عليه وبطريقة أطاحت بكل فرصة لتنميته واعماره ونهوضه، ويدعو الى تحريم تديين السياسة وتسييس الدين، وبشكل أوضح منع قيام الاحزاب على أساس ديني، ويحذر من وجود فصائل اخوانية في كردستان العراق، مؤكدا أن ولاء الاخواني ليس لدولته وانما لدولة الخلافة. ويكشف كريم تفاصبل اللقاء الذي جمع القيادي الاخواني المحبوس خيرت الشاطر مع صلاح الدين محمد بهاء الدين، الأمين العام للاتحاد الكردستاني في ديسمبر من العام 2012، معتبرا أن أهم مخاطره كانت محاولة توريط كردستان في مخططات لاعلاقة لها، ليس بكردستان فقط بل بالعراق أيضا، في اطار التخطيط الاخواني لاقصاء القيادات الكردية العلمانية والجهاد ضد توجهاتها ضمن خطة "أخونة العالم العربي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالاعتماد على دعم من دولة قطر.