القاهرة ـ العرب اليوم
تصدر سلسلة "كتاب اليوم" فى عدد يناير 2014 المجموعة القصصية الثانية للكاتب شوقى عقل بعنوان "منارة الأرواح". قالت ثناء أبو الحمد رئيس تحرير "كتاب اليوم" فى المقدمة: يقدم لنا الكاتب المبدع شوقى عقل بعيدا عن مقالاته السياسية مجموعته القصصية الثانية "منارة الأرواح" يرسم فيها بالقلم شخصيات شابة عاشت تناضل من اجل مبادئ الحرية والحياة الكريمة، حياة عاشها الكاتب نفسه لذا جاء التعبير صادقا قريبا إلى النفس، شخصيات تصادفها فى الطريق وفى الجامعة وفى الغربة،، منها من يبكى زمن الوصال الذى لم يدم بسبب إيمان بقضية أكبر كقضية الوطن، وفى قصة "الطريق إلى الرملة" يتطرق لقضية كادت تخبو فى الكثير من الكتابات الحديثة وهى قضية فلسطين، يقدم لنا أحلام أبناء فلسطين بالعودة يوما ما رغم قسوة الواقع، وقصة "أيام فى سوهاج" يلمس الجانب الجميل فى صعيد مصر رغم قلة الاهتمام به ولكن كل هذا يتلاشى مع كرم الصعايدة وحسن ضيافتهم وهى معانى نحتاج لها بشدة فى زمن الأنا المتفشى فى العاصمة والمدن الكبيرة، شخصيات شوقى عقل شخصيات مصرية قوية رغم واقعها المرير فى قصة "نقابة الحى" يكشف قسوة واقع المهمشين الذين لا يجدون مأوى والموت أحب إليهم من الحياة بعيدا عن سقف يأويهم حتى لو كان آيلا للسقوط، قضية سكان المنازل المتهالكة الذين يرفضون الخروج منها ببساطة لعدم وجود مأوى فالموت فى بعض الأحيان اشرف وأكرم وهى قصة عاشها كمهندس، ومن واقع تجاربه الحياتية كأحد القيادات الطلابية فى السبعينات يصحبنا لنعيش تجارب طلبة مطاردين بسبب رغبتهم فى تحقيق حلم وطن جميل، لا يدفع أبناءه بعيدا فى غربة بين بلدان عدة بحثا عن الأمان ولقمة عيش كريمة، وقصة "سيما ترسو" يقدم نموذج للشخصية الانتهازية بنذالة منقطعة النظير ليحقق رغبته ولو على جراح امرأة عانت الأمرين فى حياة لم تخترها، "منارة الأرواح" قصص قصيرة تحرك مشاعر بداخلنا تبكى زمن ولى بكل إيجابياته وسلبياته وبقى تشوق الروح للكثير منه للعيش فيه من جديد خاصة قصة الحب الذى لم تكتمل، حنين جارف لهذه الأيام يسطره لنا الكاتب بمشاعر غضة دافئة. جدير بالذكر أن شوقى عقل كاتب وقاص مواليد نوفمبر 1949. خريج هندسة عين شمس. أحد قيادات الحركة الطلابية فى بداية السبعينيات. نشر أولى قصصه القصيرة فى جريدة "القبس الكويتية" عام 1986. صدرت له مجموعة قصصية بعنوان "طائر المساء" عن دار العين – القاهرة – عام 2010. يكتب بانتظام فى الشأن العام مقالات ودراسات نشرت فى الأهرام والبديل ووجهات نظر وغيرها من الصحف المصرية والعربية. لاقت مجموعته الأولى احتفاء نقديا واسعا وكتبت عنها ليلى الراعى فى الأهرام تقول "مجموعة قصصية تتنفس فيها شاعرية كاتبها وقدرته الفائقة على رصد تفاصيل صغيرة كثيرة ووضعها فى لوحة قصصية تحمل نبضا وفكرا عميقا يتميز به الكاتب ومعان كثيرة يتطرق إليها شوقى عقل كالإحساس بالظلم والرغبة فى الثورة والتمرد على الواقع". وأضافت "الراعى": يمتلك الكاتب قلما واعدا قادرا على غزل خيوط قصصه ببراعة، جمله المتماسكة وكلماته القليلة تؤكد معها موهبة لا تخطئها العين". وقال الكاتب الكبير أحمد الخميسى فى أخبار الأدب: "يلوح فى قصص شوقى الطابع الإنسانى العام أساسا من خلال القضية الاجتماعية. هى قصص مأخوذة من عالم الغربة والكدح خارج الوطن، ومن ألم البشر الساهدين الذين يطحنهم الحصول على لقمة الخبز، من جنون الضعفاء، ومن استلاب الإرادة البشرية فى مواجهة المؤسسة المجهولة الضخمة الغامضة، وحتى من المصادفة التى تقتل عابرى طريق ولا تقتل عابرين آخرين. وتعد قصته "الليلة الأخيرة" من أبدع ما قرأت من قصص الاغتراب والأمانى المحبطة".