القاهرة ـ العرب اليوم
أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة إصدار رواية "نتائج الأحوال فى الأقوال والأفعال" للكاتبة عائشة تيمور، ومن تقديم ودراسة محمد سيد عبد التواب، وذلك ضمن سلسلة رائدات الرواية العربية. والرواية تعد نموذجاً للروايات التى تأثرت بأشكال التراث الشعبى، خاصة ألف ليلة وليلة، حيث تأثرت تيمور بشكل كبير بأبطال حكايات ألف ليلة وليلة، لتخرج أول رواية نسائية بهذا الوعى من زمن الحكى إلى زمن الكتابة، وتصبح تيمور أول رائدة لفن الرواية النسائية فى العالم العربى. والجدير بالذكر أن عائشة تيمور أو عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور أديبة مصرية ولدت فى أحياء الدرب الأحمر بوسط القاهرة حين كانت تلك المنطقة مقرًا للطبقة الأرستقراطية عام 1840، والدها إسماعيل باشا تيمور رئيس القلم الإفرنجى للديوان الخديوى فى عهد الخديوى إسماعيل "يعدل منصب وزير الخارجية حاليًا"، ثم أصبح رئيسًا عامًا لديوان الخديوى، ووالدتها ماهتاب هانم، وهى شركسية تنتمى للطبقة الارستقراطية، وهى أخت الأديب أحمد تيمور، ولكن من أم أخرى هى مهريار هانم وهى شركسية الأصل، وعمة الكاتب المسرحى محمد تيمور، والقاص محمود تيمور. نشأت فى بيت علم وسياسة، فأبوها مثقف شغف بكتب الأدب، وكانت تميل إلى المطالعة، إلا أن أمها كانت تعارض وتفهم أبوها طبعها فأحضر لها أستاذين لتعليم اللغة الفارسية وعلوم العربية. تزوجت وهى فى الرابعة عشرة سنة 1854 من محمد بك توفيق الإسلامبولى تولت تعليم أخيها أحمد تيمور، وكان والدها قد توفى بعد ميلاده بعامين، فتعهدته حتى عرف طريقه، وصار واحدا من رواد النهضة الأدبية فى العالم العربى. فقدت عائشة ابنتها توحيدة التى توفيت فى سن الثانية عشرة وظلت سبع سنين ترثيها حتى ضعف بصرها وأصيبت بالرمد، فانقطعت عن الأدب، وأحرقت فى ظل الفاجعة أشعارها كلها إلا القليل. فى سنة 1898 أصيبت بمرض فى المخ واستمر المرض أربع سنوات حتى توفيت فى الثانى من مايو سنة 1902.