عمان - بترا
استطاعت الكاتبة ريام كريم في روايتها انثى الرماد تلمس تشابكات حياتية وتأملات واقعية في ذهن القارئ، ووضعها أمامه وتحليلها وتفكيكها كاملة، ثم إعادة تركيبها بالصورة الأقرب لتقبل عقله وواقعه.
وتركت للقارئ ــ في روايتها التي صدرت طبعتها الاولى حديثا بعمان في 176 من القطع المتوسط ــ فرصة التأمل في نتائج الأحداث، وتركيب الشخصيات وتفاصيلها، بحيث يتلذذ بكل منعطفات الرواية وأحداثها.
وتوظف الكاتبة عنصر الزمن لإضفاء حركة وحيوية على العملية السردية، وبنية النص و صناعته.
وتناقش كريم في الرواية عددا من الموضوعات التي تمس مجتمعنا العربي ومنها قضية الحب، والشرف وتعامل المجتمع مع النساء بدرجة اقل من الرجل، والاهتمام بالمظاهر الاجتماعية على حساب الجوهر.
وتشير الكاتبة على لسان رهف بطلة الرواية الى امكانية مجابهة كل الظروف الصعبة والخروج منتصرة لايمانها بقدرة الانسان على التحدي وعدم الانهزام رغم الانصهارات المعقدة التي تجعله يتحول ويتبدل طوال مسيرته في هذه الحياة.
وتجتهد الكاتبة فيما تقدمه للقارئ العربي، كي تمنحه المزيد من المعرفة وتضع التفاصيل الغائبة نصب عينيه وبين يديه بأسلوب مقنع وحرفية عالية في نحت الكلمات ودقتها.
وجاء النص سلسا يجعل القارئ راغبا في المتابعة، وتجذبه الصور والحوارات المرتبطة الأجزاء والمفاصل، والتي تتجمع كلها في مركز النص وفكرته.