القاهرة ـ أ.ش.أ
يعد كتاب "تراث الموسيقى العالمية" هو باكورة الكتب الجادة التي تترجم إلى العربية في تاريخ الموسيقى ، ومن هنا تأتي أهمية صدور طبعة جديدة منه مؤخرا في سلسلة "تراث الترجمة" التي يصدرها المركز القومي للترجمة.
والكتاب من تأليف كورت زاكس وترجمة سمحة الخولي ومراجعة وتقديم حسين فوزي.. أما الطبعة الجديدة فقدم لها حسام الدين زكريا.
وعلى رغم أن الطبعة العربية جاءت في 554 صفحة من القطع الكبير، إلا أن هذا الكتاب لا يعد من المطولات في تاريخ الموسيقى لأن المؤلف جمع فيه تاريخ الموسيقى منذ نشأة الإنسان وحتى العصر الحاضر، فنا وصناعة سواء في ذلك صنعة التأليفأو صناعة الآلات الموسيقية وترجمة لحياة الموسيقيين واستعراضا لأعمالهم.
وتكتسب فصول عدة في الكتاب أهمية بالغة وهي تلك الفصول التي تتحدث عن نشأة الموسيقى بعد انتشار المسيحية في اوروبا وتنظيم شؤون الكنيسة الرومانية، ثم التطور الذي عرفته خلال العصور الوسطى وعصر النهضة ونشأة الأوبرا.
وهنا تتضح فائدة الكتاب المحققة لدارسي الموسيقى عموما، ولطالبي التزود بفهم أتم لهذه الموضوعات الأساسية، ولإدراك الأصول الحضارية التي نشأ فيها جبابرة الفن الموسيقي ممن توع بالاستماع الى مصنفاتهم شتى الأمم عندما تبلغ مرتبة معينة من مراتب الحضارة.