القاهرة - أ.ش.أ
"الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي"، عنوان أحدث كتاب صدر للكاتب الصحافي والباحث صلاح سالم، ضمن سلسلة "المكتبة السياسية" التى شرعت الهيئة العامة للكتاب فى إصدارها شهريا منذ إبريل الماضى، بهدف تجديد الفكر السياسي.
الكتاب الصادر في جزئين متواليين (مايو ويونيو) يمثل أحد التنظيرات المهمة، التي تصب في مجرى التيار النقدي في الفكر الإنساني، المناهض لخطابي: نهاية التاريخ وصدام الحضارات، عبر تفكيكه لأحد أكثر الأطر انغلاقا فى عالمنا، وهو الإسلام السياسي، القائم على منطق اختزالى، يدعى أن ثمة إمكانية لأن يشرف المقدس (مباشرة)، على حركة اليومى، وأن يبقى، فى الوقت نفسه، مستقلا عنه، فلا يصير (مدنسا).
وهو تناقض تعريه نزعة تاريخية، ترى القدسية غير ممكنة فى عالم الشهادة، فما إن يهبط القدسى على سطح الدنيوى، حتى تتولد الإحتكاكات بينهما، هينة فى المبتدى، عاصفة فى المنتهى، ومعطلة فى كل حين.
وعبر فصول الكتاب الأربعة، يستخدم الكاتب معوله التاريخى، في تهديم الإدعاءات الكبرى التي يلبسها الإسلام السياسي رداء القدسية الزائفة، كالدولة الشرعية، والهوية المغلقة، والمؤامرة الغربية، وأخيرا نزعة الجهاد العسكري، التي استحالت وسيلة وحيدة (دموية) للرد على الأزمة الحضارية للأمة، وللانتقام ممن يرفضون خياراته لحلها، سواء من داخل مجتمعات إسلامية يراها فاسقة أو من أخرى يعتبرها كافرة، فكلتيهما لديه جاهلية، بهذا القدر أو ذاك.