القاهرة - أ ش أ
رواية "الحائط الأخير" ـ التي صدرت في سلسلة "روايات الهلال" منتصف ديسمبر كانون الأول 2014 ـ تبدأ بقول مولانا جلال الدين الرومي: "المرء مع من لا يفهمه.. سجين"، ولكن الرواية تخلو من سجن، ولم يدخله يوما أي من بطليها، وهما محاربان سابقان شاركا في حرب أكتوبر 1973.
وكما يقول رئيس تحرير السلسلة الروائي سعد القرش، فإن بطلي هذا العمل كلاهما غريب، يبحث عن الآخر، في محاولة لاستعادة زمن، وترميم ذاكرة، ثم يعثر أحدهما، في بيت أشبه بمتاهة قوطية، على الآخر، كان سجين جسده الذي التهمت الحرب بعضه، وسجين قصر وضحية أخت قاسية في غموضها.
ويضيف: "يتحرر المحارب القديم المعاق من سجنه المزدوج، ويقود سيارته، في مغامرة تنتهي بهما إلى مدينة السويس، ويفاجآن بتحولات تفضح خديعة الانفتاح الاقتصادي".
ويرى القرش أن السرد في هذه الرواية لا يميل إلى التقرير المحايد، ولا الشعارات الزاعقة، بل يصنع من المرارة مشاهد موجعة، فيما بطلاها ينكران قبح الواقع: "هل هذه هي السويس بالفعل؟ السويس التي ضحينا بحياتنا وراهنا بعمرنا من أجل أن تكون أم المدن؟".
ويقول: "لا يأسى الصديقان على ما فات، رغم الوعي بأن الخسارة فادحة، والتضحيات كنستها بلا رحمة ريح الانفتاح، ولم يبق إلا (الجدار الأخير)، الذاكرة.. إنها رواية مشغولة بالحنين".