وقّعت الحكومة الليبية مع نظيرتها المصرية، اتفاقًا نهائيًا، الأربعاء، تمنح بموجبه طرابلس مبلغ ملياري دولار إلى القاهرة، كقرضٍ من دون فوائد لدعم الموازنة العمومية للدولة واحتياطات النقد الأجنبي، على أن يُسدَّد هذا القرض في مدة 5 سنوات، مع فترة سماح تمتد إلى 3 سنوات، وسط تساؤلات في الشارع الليبي، عن خفايا هذا الاتفاق، وهل هو جزء من صفقة سياسية بين البلدين لتسليم بعض الليبيين المطلوبين من قبل حكومتهم والموجودين في مصر. ويعاني الاقتصاد المصري صعوباتٍ جمة، نتيجة الركود الذي أصابه جرّاء الاضطرابات السياسية والأمنية بعد الثورة، التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك مطلع عام 2011، وعلى الرغم من تعثر المفاوضات بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي بشأن منح القاهرة قرضًا من الصندوق للمساعدة في الخروج من أزمتها، إلا أن ما تقوم به الحكومة الليبية من ضخ للأموال في الاقتصاد المصري، سواء عن طريق الاستثمارات أو الهبات والودائع، يقوي موقف مصر التفاوضي أمام الصندوق، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، من دون الكشف عن أي تفاصيل عن مكان توقيع الاتفاق ولا الموقّعين عليه من الطرفين. وقد تم في طرابلس، الأربعاء، التوقيع على اتفاق للتعاون العسكري بين ليبيا ومصر، ينص على دعم العلاقات بين المؤسستين العسكريتين في مجال التدريب، وتبادل الخبرات العسكرية، والحدّ من الهجرة غير الشرعية، وعمليات الصيد غير المرخصَّ، ومكافحة المخدرات، ويأتي توقيع هذا الاتفاق خلال الزيارة التي قام بها رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق صدقي صبحي سيد، خلال اليومين الماضيين إلى ليبيا. وأشاد رئيس أركان الجيش الليبي، اللواء يوسف المنقوش، بمستوى التعاون الثنائي بين المؤسستين العسكريتين الليبية والمصرية، في مجالات التكوين والتدريب وتبادل الخبرات، وشدَّد في مؤتمرٍ صحافي مشترك مع الفريق صدقي انعقد، الأربعاء، في طرابلس، على أهمية التعاون العسكري المشترك بين البلدين والاستفادة من خبرات المؤسسة العسكرية المصرية، في كل المجالات التي تهدف لبناء الجيش الليبي، موضحًا أن زيارة الوفد العسكري المصري هي تأكيد لانطلاق التعاون الإستراتيجي بين البلدين بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين، في حين أكّد صدقي أن هذه الزيارة تهدف إلى وضع الأهداف في ما يتعلَّق بتأمين المياه الإقليمية بين مصر وليبيا، وكذلك تأمين الحدود، وأن ليبيا تعتبر امتدادًا إستراتيجيًا لمصر، وأن التعاون بين البلدين يجب أن يكون في المجالات كافة، بما فيها التعاون العسكري. وأثنى رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا، محمد المقريف، الثلاثاء، لدى استقباله الفريق صدقي صبحي، في طرابلس، على الاتفاق بين رئاستي الأركان في الجيشين الليبي والمصري، بشأن اللامركزية في التعاون العسكري بين البلدين، مؤكدًا أهمية أن تكون الاتصالات بين القادة العسكريين في مصر مع نظرائهم في ليبيا مباشرة، باختلاف مواقعهم وتخصصاتهم العسكرية، وذلك لضمان سرعة وصول المعلومات وتحقيق الاستقرار الأمني والعسكري.